توقيت القاهرة المحلي 01:34:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خنجر مسموم في قلب الكنيسة!

  مصر اليوم -

خنجر مسموم في قلب الكنيسة

بقلم : حمدي رزق

ليس لنا سواك يا رب.. وليس لنا ما نعتمد عليه إلا أنت، عالمين أنك القادر أن ترفع هذه الضيقة الشديدة» ( من دعاء البابا تواضروس الثانى).

الحادبون على سلام الكنيسة يهمسون فى قعور بيوتهم، رفقًا بالبابا، البابا الوادع يتعاطى بهدوء، يلوم، يعتب، يحاور، وفى الأخير يكظم غضبه.

يقينًا، الكنيسة تبحر فى موج هادر، سفينة عتيقة درجت على قيادة «كاريزماتية/ البابا شنودة» عمرت طويلا، تغطى عطبًا وقِدَمًا طالت ماكيناتها العملاقة، البابا تواضروس كان فى ديره متعبدًا بعيدًا عن التكتلات والمحاور، جبل على احترام شيوخ الكنيسة جميعًا، ويجلهم، حتى إنه يستشعر حرجًا من أساقفة الكنيسة الكبار يمنعه حتى من جرح مشاعرهم، ولكن نفرًا منهم لا يأبهون ويستبطنون أَلَد الخِصَامِ.

ماكينة إلكترونية شريرة تشد البابا والكنيسة للخلف، وشيرت حملة عاتية على قداسته، دون تحرٍّ أو تبيُّن أو ترفق، حتى ملعقة «الماستير»، ملعقة التناول فى زمن الوباء، صارت قضية كنسية يثور من حولها الجدل والاعتراض.

البابا يمضى فى طريقه بهدوء، وببطء، ولكن إلى الأمام دومًا، وفى مواجهته تشكلت خلايا إلكترونية لنهش جسده، ونفرٌ من الشباب الناقدين اتخذوها بضاعة، للأسف نفر من هؤلاء مع افتراض حسن النوايا تحولوا إلى «مخلب قط» فى أيدى من يضمرون للبابا شرًّا، ويمدون خلايا الإخوان العقورة الناقمة على البابا بما يستطيبون من لحم الكنيسة.

كان لافتًا وبشدة بيان (جمع من المثقفين والمفكرين الأقباط)، وإطلاق حملة لدعم البابا تواضروس ورفض الإساءة له، سابقة محبة لافتة، وتشى بأن وراء الأكمة فى الكنيسة ما وراءها، وتؤشر بأن البابا يتعرض لحملة إساءة ممنهجة استوجبت نفرة مثقفى الكنيسة ومفكريها دعمًا للكنيسة قبل البابا، البابا تواضروس يستحق أكثر من هذا البيان الطيب لأنه أهل لكل طيب، جزاءً وفاقا على وطنيته ومحبته.

ياما دقت على الرّؤوس طبول، العاصفة الإلكترونية التى تهب على مذبح الكنيسة ستمر كسابقتها، الرياح السوداء تهز جرس المنارة، توقظ الغافلين عما يحاك فى الأقبية السوداء، ولكنها ليست آخر العواصف ولا هى آخر الجولات القاسية، ولن يسلم «الحرس القديم» مما يتشحون بقميص المسيح عليه السلام، لن يسلموا بالأمر، لايزال فى جعبتهم الكثير.. رأينا منه فصولا فى حادث «دير أبى مقار»، وسنرى فصولًا منه فى قادم الأيام، وعلى قداسته أن يتحسب لخطوه جيدًا، سيما وأن صحته ليست على ما يرام.

قبل وبعد فليكتب الله لكنيسة الوطن السلامة، ولكنّ الحملة على البابا لا تزال مستعرة، والهجمة جد ضارية، واللعب على وتر الشباب الغاضب على أشده.

البابا الطيب يواجه حملة كراهية ممنهجة، تؤشر عليها كتابات فيسبوكية عقورة لا ترعوى أدبًا، ولا تستحى لفظًا، متجاوزةً المقام البابوى على نحو محزن، مدفوعة بدعايات وشائعات ووشايات يثيرها ويغذيها نفرٌ ممسوسٌ نافذٌ فى قلب الكنيسة كخنجر مسموم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خنجر مسموم في قلب الكنيسة خنجر مسموم في قلب الكنيسة



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon