بقلم : حمدي رزق
بين منطوق لم يُقصَد، ومقصود لم يُنطَق، تضيع الكثير من المعانى، للأسف سقط الدكتور حسن مصطفى، رئيس الاتحاد الدولى لكرة اليد، من حالق بين منطوق ومقصود، فكلفنا ما لا نحتمله من سمعتنا الرياضية.
احتراز وجوبى، تعلمنا على آبائنا وجوب توقير الكبير، واحترام المقامات، وإجلاسهم (أى الكبار) فى صدور المجالس، وعدم الحديث بوجودهم إلّا بعد استئذانهم، ومُخاطبتهم بلطف وأدب.. ربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم، أقصد على أسرة كرة اليد وكبيرها الدكتور حسن مصطفى.
والشَّاعر يقول عن الهزل فى موضع الجد: «ولا تمزحْ فإنَّ المزحَ جهلٌ»، جد مستنكفا لم أهضم مزحة الدكتور حسن، بتفويت مباراة فرنسا فى نصف نهائى كأس العالم ٢٠٠١ بأوامر من الرئيس مبارك.
نقل عن عميد كرة اليد ما نصه: «تقابلت مع الراحل جاك شيراك، رئيس فرنسا الأسبق، وأخبرته بأن محمد حسنى مبارك رئيس مصر الأسبق، تحدث معى من أجل تفويت مباراة البلدين فى كأس العالم لعام 2001، مبارك قال لى، الفرنسيون أصدقاؤنا، وهذا ما أخبرت به شيراك، حينما تقابلت معه!!».
ما جرى من الدكتور المبجل «لا ينكتب ولا ينقرى» تخيل وقع ما تفوه به الكبير أمام العالم، جرسة، فضيحة بجلاجل، حتى تعقيبه فضائيا على الفضيحة الدولية جاء متهافتا، تهافت التهافت، ولم أستسغه، صعب البلع، مش مهضوم ولا مفهوم، حاجة تغم النفس، يقول لا فض فوه ولا عاش شانئوه ولا بُرَّ من يجفوه ولا عدمه محبوه ولا عاش حاسدوه: «الموضوع مجرد دعابة، وأنا رديت عليها، هو معقول حد يروح لفريق يقوله فوت ماتش ولا مباراة».
من قائل هذه العبارة، من حكى الحكاية، العالم فاغر فاه من ساعتها دهشة، الهزل فى موضع الجد، ليس هكذا تورد الحكايات أمام الكاميرات عالميا.
ما أقبح الفعل الكبير بلا نوايا مثل نجم فى ظلام الليل يخنقه الأُفول، هذا فعل كبير، وإن حسنت النوايا، الطريق إلى جهنم الحمراء مفروش بحسن النوايا!.
حد يقول كده، لا مكانه ولا زمانه ولا مناسبته، وفى احتفالية مصرية عالمية يفاجأ الجميع خلال كلمة دكتور حسن التى ألقاها فى حفل قرعة مونديال اليد «مصر 2021»، بحديث التفويت.
ما هذا الذى يجرى على ألسنة كبار الرياضيين، قبلها الكابتن الكبير فاروق جعفر شكك فى بطولات مصر الإفريقية وتراجع بعد فضيحة إفريقية بجلاجل، وتاليا دكتور حسن مصطفى بفضيحة دولية بجلاجل، أيعقل هذا، هزل فى حدث دولى أبطاله رئيسان بحجم مصر وفرنسا (مبارك وشيراك).. بقى ده اسمه كلام يا دكتور حسن!.
فعلا، إنّ من الكلام ما هو أشد من الحجر فى وقعه، وأنفذ من وخز الإبر، وأمر من الصبر، وأحر من الجمر، وهزل الدكتور حسن فَأَورثنا غَمًّا بِغَمٍّ، والأكادة أن الدكتور حسن خبرة مصرية وجدارة دولية، سفير رياضى مصرى فاخر ومعتبر، وسمعته بِرلَنت، والبرلنت أعلى أنواع الماس، صفاءً ولمعانًا، والدكتور حسن لامع فى المحافل الدولية.