بقلم : حمدي رزق
أتمنى على الكرماء فى بلادى أن يتولى أحدهم هذه الحالة الإنسانية بعطفه، بعد أن ضاقت بصاحبها السبل، وهو يحمل حملًا ثقيلًا تنوء بحمله الجبال، صابر قانع محتسب، ولكنه أنفق كل ما يملك، ولم يعد يملك سوى الدعاء لله سبحانه وتعالى أن يكفيه رزقهم.
هو أب لثلاثة أطفال توائم، محمد ومحمود وأحمد (٨ سنوات) وُلدوا يعانون من سمات التوحد وفرط الحركة وتأخر لغوى، ولا يتكلمون حتى الآن.. الحالة تتأخر بشدة، وأترك الأب المصاب فى أولاده يتحدث إليكم..
«ابنى أحمد يفقد عينه اليسرى، حيث وُلد بدون مقلة وتم زرع عدسة صناعية له يتم تغييرها كل عام، والأولاد يحتاجون إلى العلاج الدوائى من الخارج، وتكلفته مرتفعة تصل إلى ٦٠ ألف جنيه تكفيهم ٣ أشهر، كما يحتاجون إلى (حمية غذائية) طعام من أنواع معينة، يتكلف ٧ آلاف جنيه شهريًا، لأنهم مصابون بحساسية الطعام، فضلًا عن كلفة مراكز التخاطب وغيرها من اللوازم المرضية.
لا أخفيكم، وقد فاض بى الألم، وجرى الدمع، ولم يعد فى مكنتى إنقاذهم وحدى دون سند، وطرقت الأبواب جميعًا، فلم يبل ريقى أحد ولو بكلمة طيبة، أنفقت على التوائم الثلاثة على مدار ست سنوات كل ما ورثته من والدى من طين، لتغطية طلبات ومستلزمات العلاج للحفاظ على حياتهم، كثير طيلة هذه الفترة غذاء وشراء العلاج المحلى، والذى لم يثمر عن أى نتيجة او تقدم فى الحالة.. بل تسوء!
ولن يتقدموا خطوة لأنهم يحتاجون إلى العلاج من الخارج، وهذا ليس فى مكنة من على باب الله، ولكن باب السماء مفتوح للدعاء، ولا أملك سوى الأمل، ومن خلقهم على هذه الحالة رؤوف بهم، سبحانه وتعالى له فى ذلك حكم، قال الله سبحانه وتعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)». (البقرة/ ١٥٥).
انتهت رسالة الأب الحزين، وأتمنى على كريم من الكرماء أن يحمل عنه بعض حمله، وأن يخفف عنه، وليت الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة، يناظر الحالة، وييسر لها بعض الرعاية الرئاسية الحانية، فالحنو على هذا الأب الضعيف، وتولى علاج توائمه الثلاثة على نفقة الدولة (خارج مصر إذا تيسر، أو استجلاب العلاج الموصوف) مكرمة رئاسية ستُسكِّن القلوب.
بالسوابق يُعرفون، الرئاسة فى مصر لا تتأخر عن الغوث، وما لجأنا للرئيس إلا وكانت إجابته أكرم من سؤالنا، ولم يتأخر عن إنسان محتاج، الرئيس السيسى إنسان قبل أن يكون مسؤولًا، وإنسانيته فى مد مظلة الرئاسة للمستضعفين فى الأرض.
وفى الأخير، ندعوه سبحانه وتعالى أن يحنن القلوب على هذا الإنسان الممتحن فى ولده، يا رب يا كريم افتح له أبواب رحمتك، وأدعو مع هذا الشاب الصابر على البلاء: «اللهمَّ إليك أشكُو ضعفَ قوّتى، وقلة حِيلتى، وهَوانى على النّاس».. يا رب