بقلم : حمدي رزق
كنت أتمنى من المحترم «أحمد أبوعلى» المحامى، تعريف نفسه جيدا، حتى يضفى صدقية على ما تفضل به ردا على ثلاثة من مقالاتى تنتقد ما صدر (لفظا) عن رموز الإدارة الأمريكية الجديدة. تفرق كتير، أن يكون كاتب المقال عضو مجلس الأعمال المصرى الأمريكى، ونائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الأمريكية بمصر (سابقا)، عن كونه محاميا (وطنيا) يعرف جيدا أن التدخل فى أعمال القضاء (الوطنى) من الكبائر السياسية الدولية، والتدخل فى الشأن المصرى (الداخلى) يأنفه الوطنيون، ويزدرونه، وينفرون إلى رفضه وشجبه لأنه مساس بالسيادة الوطنية. إثبات الصلة بين الأستاذ المحامى بمجتمع الأعمال الأمريكى بالقاهرة يضع النقاط فوق حروف هذا المقال الأمريكانى (وصفا)، لا نقدح (تحسبا) فى وطنية الأستاذ أبوعلى وله كامل الاحترام. المحامى المحترم الذى يتهمنى بالغفلة وحسن النية والوقوع فى (الفخ الإخوانى) لتعكير صفو العلاقات (المصرية/ الأمريكية)، لم يفطن أن كل حرف فى مقالاتى التى أرقته، كان دفاعا عن مصر التى فى خاطرى وفى دمى، ودفاعا عن رمز مصر الرئيس السيسى الذى تناوله (وقت كتابة المقالات) مرشح الحزب الديمقراطى جوزيف بايدن، بوصف لا يقبله مصرى على حامل العلم. واحتراما لسيادته، وثقة فى وطنيته، أرد عليه هنا لسبب، أن المساس بالوطن أو العلم أو السيادة الوطنية يرفضه كل وطنى غيور، ولا نزكى أنفسنا، وإنما نحن محبون للعلم والنشيد، وما نفرنا للدفاع عن سيادة الوطن إلا قربى للوطن، فرض عين. تفهما لخشية سيادته على العلاقات الأمريكية/ المصرية فى (ظلال شجر زيزفون الإدارة الامريكية الجديدة) من وطأة وتأثير مقالات العبد لله، اطمئن يا سيدى، لا افتتاحيات «الواشنطن بوست» (التحريضية)، ولا مقالات «النيويورك تايمز» (العدائية)، طوال سنوات مضت ولا تزال.. لم تغير مياه العلاقات المصرية الأمريكية.. لتعكرها مقالات العبد لله، مهما بلغت قسوة النقد المصرى لما يصدر عن المراجع السياسية الأمريكية تجاه مصر، لا يصل إلى سقف جلد كبريات الصحف الأمريكية للإدارة المصرية.. وتهددها وتتوعدها كل حين بسوء العقاب، ولم يستنفر أمريكيا واحدا للتنبيه أن هذه التهجمات تضر العلاقات بين البلدين!. الأستاذ أبوعلى قلقان قوى على مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية من تأثيرات مقالات العبد لله، قائلا: (بالضرورة أجد فى المقالين ما قد يؤدى بعلاقات مصر والولايات المتحدة إلى مصير شائك خلال الأربع سنوات القادمة من رئاسة بايدن). متقلقش، بردا وسلاما، ربنا يجيب خير، والشر بره وبعيد، فقط أخشى عليك من الوقوع فى «الفخ الإخوانى» الذى يصورنا كمعتدين على (بايدن وإدارته)، وهذا شرف لا ندعيه وتهمة لا ننكرها.
وعندما تقول (لم يصدر عن حملة بايدن ما يفيد تأييده للإخوان أو معاداته لمصر).. تتغافل عما قيل وسمعت به أو علمت به، وأحيلك إلى ما قاله بايدن عن (الشيكات البيضاء)، أسمعت بهذه العبارة البغيضة، وهل بلغك تعليق وزير خارجيته المختار (بلينكن) على قضية المبادرة المصرية للحقوق الشخصية أمام القضاء، فى تدخل سافر فى أعمال القضاء المصرى، إذا لم تكن سمعت فاسمع قبل أن تصورنا معتدين بالإثم.. صمت الحملان لا يليق بنا فى مراجعة تربص باد. توقفت مليا أمام هذه العبارة فى رد الأستاذ أبوعلى (فماذا يتوقع السيد حمدى رزق عندما يتم نقل ما سطره إلى أذان الرئيس المنتخب بايدن- وسوف ينقل إليه ما يكتبه هو وغيره بطبيعة الحال- وسوف يحسب ما قاله على الإدارة المصرية). آسف والله، يا ربى، يا للهول، الغوث، إذن حق عليه العذاب، يبوس القدم ويبدى الندم على غلطته فى حق الإدارة الأمريكية.. حنانيك يا متر، بايدين يعلن على السبحة الأمريكية، ويهينه ترامب تغريدا، ويرفضه نصف الشعب الأمريكى.. لن يفرق معه وصف عابر فى الفضاء الإلكترونى. جد أشكر لكم حسن ظنكم بنا، شخصيا ممتن أن أكون من المؤثرين فى العلاقات المصرية الأمريكية، ولعلمكم لا أملك ما أخشى عليه من غضبة الإدارة الأمريكية الجديدة، بلاها تأشيرة أمريكا، ليس لنا نصيب فى موسم الحج إلى البيت الأبيض. حنانيك يا مولانا، هو أنا (قد) الإدارة الأمريكية بجلالة قدرها، ما نكتب اختلافا أو اتفاقا مع سياقات الإدارة المصرية سياسيا، من صميم رؤيتنا الوطنية، لسنا مدفوعين للدفاع ولا مدفوعين للهجوم ولا نمثل غير أنفسنا فحسب. ينصحنا الأستاذ أبوعلى قائِلا: (الرسالة التى يجب على الإعلام المصرى فهمها هى أن المصلحة العليا المصرية تقتضى إعطاء السيد بايدن والعلاقات المصرية الأمريكية الفرصة والفصل بين بايدن وأوباما، فالمصالح تتبدل). حاضر يا سيدى، سمعنا وأطعنا.. فقط نستميحك عذرا.. ممكن تدينا فرصة نكتب ما تمليه عليه ضمائرنا الوطنية فى صحفنا الوطنية على الأراضى المصرية.. وعد لن نؤثر على المصالح المتصالحة مع العم بايدن