بقلم : حمدي رزق
معلوم أفضل شاى للتخسيس، شاى «دوغادان» التركى، نكهة عالمية، لا يُخلف آثارًا جانبية، وأفضل شاى لمعالجة الجوع الكافر شاى «قردوجان» التركى.. وتشرب إيه، أشرب شاى.
ويُحكى أنه بينما عانى الآلاف من جموع الشعب الفرنسى من الفقر، فى ظل ثراء وبذخ عاشه الملوك والأمراء، أوضح المسؤولون هناك لزوجة ملك فرنسا، لويس السادس عشر، الملكة مارى أنطوانيت، مدى المعاناة التى يعيشها الفقراء فى دولتهم، والتى وصلت بهم إلى حد عدم امتلاك الخبز، لتجيب الملكة، والعهدة على الراوى، قائلة: «إذا لم يجدوا الخبز فليأكلوا البسكويت».
وعلى طريقة الملكة مارى أنطوانيت، تجمع فى ملاطيا، (الأحد)، مجموعة من المواطنين الأتراك حول باص الطاووس قردوجان، وشكوا له: «نحن عاطلون ولم نعد نستطيع شراء الخبز لبيوتنا»، فرد المتطاوس بسخف المتغطرس: «كلامكم مُبالَغ فيه عندما تقولون إننا لا نستطيع أخذ الخبز للمنزل».. وسخر منهم قائلًا: «اشربوا شاى.. هذا الشاى لذيذ»، وتركهم ومشى.
شاى قردوجان ليس نكتة هزلية، ولكنها فضيحة سياسية، ستُلصق باسم الطاووس التركى أمد الدهر، كما عاشت فضيحة البسكويت أطول عمرًا من عمر الملكة مارى أنطوانيت، ستعيش فضيحة اشرب شاى طويلًا، أطول من عمر قردوجان فى الحكم.
المفضوح عالميًا، أبو ليرة منهارة، يعالج الجوع الذى ينهش أمعاء شعبه بشرب الشاى، الطاووس من فرط غروره لا يرى الجوعى يزحفون على بطونهم طلبًا للخبز، ولا يسمع صراخ الأطفال طلبًا للحليب، وكما عرّى جنود جيشه فى الشوارع كما ولدتهم أمهاتهم، وفرّج عليهم العالم، يسخر من شعبه، ويتمسخر، الظريف فاكر دمه خفيف، دمه يلطش، وجلده تخين.
كلاب الإخوان تشرب شاى بالياسمين، شاى عادل إمام، لم يسمعوا بفضيحة «ملاطيا»، عاملين من بنها، بهلول فى اسطنبول ليس فيلمًا مصريًا، ولكنه فيلم تركى كوميدى هابط بطولة قردوجان، الطاووس فقد عقله، سيأتى يوم ينتفون فيه ريشه، عاريًا على الشاشات..
يُذكر أن مارى أنطوانيت أُعدمت بعد أن اقتيدت بعربة مكشوفة دارت بها فى شوارع باريس، رماها الجوعى بالأوساخ وكل ما يقع تحت أيديهم، وقصُّوا شعرها الطويل، ثم وضعوا رأسها الصغير فى المكان المخصص فى المقصلة، أطاحت برأسها.