توقيت القاهرة المحلي 19:48:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«بيان تكوين» أفْلَحَ إنْ صَدَقَ!!

  مصر اليوم -

«بيان تكوين» أفْلَحَ إنْ صَدَقَ

بقلم - حمدي رزق

هل يصلح العطار ما أفسده الدهر؟!.

هل يصلح بيان مؤسسة «تكوين الفكر العربى» ما أفسده ظهورات مقبضة لغلاة منتسبيها على الشاشات؟!.

من بيان تكوين: «لن نخوض أى مناظرة عقائدية تخص أى ديانة، فهذا ليس فى صميم أهدافنا».

يترجم رفضا مهذبا لمقترح (المناظرة) التى طلبها الدكتور أسامة الأزهرى (منفردا) فى مواجهة (كل رموز) تكوين، وزيادة دعوة الأزهرى للمشاركة فى نشاطات المؤسسة الفكرية.

بيان «تكوين» عاقل ورشيد، ليته كان مبتدأ (تكوين) قبل خبرها الذى ذاع على ألسنة العامة بسوء، يقولون «لسنا فى مواجهة أو عداء أو رغبة فى المجادلة مع أى مؤسسة دينية».

حسنا أن تأتى متأخرا خير من ألا تأتى أبدا بالخبر اليقين، الرد يعكس رشادة غابت عن بعض رموز تكوين فى هبتهم الأولى، برزوا متحدين ما حك أنوف كثيرا من الطيبين، أراه ردا حصيفا، بعيدا عن اللجاج، بمعنى التمادى والعناد فى الفعل المزجور عنه ومنه.

البيان التكوينى يؤسّس للقواعد الحاكمة لطروحاتها مستقبلا، وكأنهم يقطعون عهدا، بالحوار (الفكرى لا الدينى) مع المختلفين والمخالفين فى الرأى.

من حسن البيان: «حرصت تكوين منذ إنشائها على ألا تتخندق فى أى معسكر يظهر كأنه مجابه أو معاكس للمؤسسات الدينية فى الوطن العربى، وفى القلب منها مؤسسة الأزهر الشريف».

واللبيب من الإشارة يفهم، مؤداه «لسنا فى مواجهة مع الأزهر الشريف وعلمائه»، وهذا عين الصواب.

ويزيد البيان التكوينى الأمر وضوحا، نصا «وإذ تكن المؤسسة (تكوين) كل احترام لمؤسسة الأزهر الشريف وكل المنتمين إليها».

مهم احترام المؤسسات الدينية، سيما الأزهر الشريف، وكان البعض ينادى على الأزهر لينفر فى مواجهة (تكوين).

لافت ذكاء الرد التكوينى فى عموم البيان، والتوكيد على احترام الأزهر وعلمائه، سيما أن الإمام الأكبر الدكتور «أحمد الطيب»، شيخ الأزهر، كان حكيما، والتزم فضيلته صمتا وصبرا على ما يقولون.

لم يفت كاتب البيان تبيان أهداف المؤسسة (تكوين) فى معرض الرد على طرح الدكتور الأزهرى بالمناظرة، برفض المناظرة على أرضية دينية، لأنها تخالف أهداف المؤسسة.

تكوين هكذا تنفى عن نفسها الشبهات التى أطلقت فى إثرها، فى عقبها مباشرة، وترسم نفسها مجددا، بأنها مؤسسة فكرية، وليس من بين أهدافها تصريح أو تلميح ما سماه بعض الرافضين لتكوين إنكار السنة النبوية المطهرة.

البيان يبان من عنوانه، (تكوين) ليست مؤسسة منكرة للسنة، ولا تتعمد حك أنوف المؤمنين، وليست فى صدام مع الثوابت الدينية والاجتماعية، وأهدافها التسامح وإعلاء قيم الحوار، والرأى والرأى الآخر.

للأسف تأخرت تكوين كثيرا فى بيانها الأخير، وجاءت بعد أن تسممت مياه النهر، بعد أن وصمت بالإلحاد وإنكار السنة، وغيرها كثير من الاتهامات مطلقة السراح التى لقفت «تكوين» باكرا من فمها، وسجنتها مجتمعيا فى خانة الكفر البواح.. وفى الأخير نقولها تعقيبا على البيان التكوينى، ولا أزيد ولا أنقص «أفْلَحَ إنْ صَدَقَ»!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«بيان تكوين» أفْلَحَ إنْ صَدَقَ «بيان تكوين» أفْلَحَ إنْ صَدَقَ



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon