بقلم : حمدي رزق
معادلة لا أملُّ من تكرارها، عدد الصحفيين 14 ألفًا، المستورون منهم ألف، والمشهورون منهم مائة، والمحظوظون منهم عشرة، هذا الهرم المقلوب يمثل تحديًا أمام الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين وهى تنهض لاختيار نصف مجلسها والنقيب، إذا لم تنحز الجمعية العمومية إلى القاعدة العريضة التى تعانى معيشيًا، فنحن نبحر فى الاتجاه المعاكس، نعم الانحيازات المهنية، بل السياسية مستوجبة، ولكن جلب المنافع مقدَّم، من الصحفيين مَن يترجَّى الله فى حق النشوق وكلفة العلاج ويعانى شظف العيش، الشباب عايشين على البدل، وهذا لا يكفيهم عيش حاف بعد دفع الإيجار.
ورغم الوباء، يستوجب اكتمال الجمعية العمومية، ليس لدينا رفاهية تأجيلها مجددًا، المهنة فى مفترق طرق، نكون أو لا نكون، والنقابة منوط بها مهام جسام ما يلزم وحدتها، وتماسك مجلسها، والعمل بروح الفريق، وإلا فسنجنى خسارة فادحة على بطون خاوية.
الحكومة أدت واجبها وزادت البدل ودعمت صندوق العلاج والمعاشات، وهيأت اللجنة المشرفة برئاسة الصديق «خالد ميرى» الأجواء مواتية للانتخابات، لم تقصر فى الاحترازات الطبية أو الإدارية، بما فيها نقل المقر الانتخابى إلى متسع قريب من نقابة الصحفيين، ولم يتبقَّ سوى تسجيل الحضور، فلا تتقاعسوا عن أداء الواجب، مشوار كل سنتين ليس بكثير على نقابتكم، تستحق منا التفافًا أكثر من هذا، التولِّى يوم الزحف سيكون مكلفًا مستقبلًا.
أقول قولى هذا والدعوات إلى الاكتمال على أشدها، وهذا جيد وحسن، والانتشار الواسع للزملاء المرشحين فى المؤسسات ينتج أثرًا طيبًا، وعزم الشيوخ وحماس الشباب يضمن اكتمالًا باكرًا، ينتهى على سلم النقابة، بالهتاف الأثير «تحيا نقابة الصحفيين، تحيا وحدة الصحفيين».
ليست هناك وصاية على التصويت، طول عمرها نقابة لا تعرف تصويتًا ممنهجًا، التصويت قرار شخصى بحت، نعم هناك تفضيلات وخواطر، لكن هناك واجبًا مهنيًا، التوازن بين الشخصى والمهنى، نحن فى مهمة تصويتية لإنقاذ المهنة التى تعانى فى ظل ظروف اقتصادية قاسية، كل المؤسسات تعانى الأمَرَّيْن لتدبير المرتبات ومستلزمات الإنتاج، مهمة صعيبة أعان الله القائمين عليها، صحيح تمامًا اللى إيده فى المَيّة مش زى اللى إيده فى النار بالمعنى الإيجابى، بمعنى إيدك معانا.
الانتخابات فرصة سنحت لتصويب مسار مجلس النقابة بعيدًا عن القسمة الظالمة التى كلفتنا كثيرًا، وضيّعت علينا فرصًا نادرة، وتعميق القسمة بالتصويت العقابى خطيئة دفعنا ثمنها قسطًا، وسندفع ثمنها لاحقًا أقساطًا مضاعفة، وتجذير الصراع بين جماعة الرفض والموالاة لا يخدم القاعدة العريضة من الصحفيين الذين يتشوقون إلى نقابة ترعى شؤونهم، وتقف على حاجاتهم، وتتصدى لحل مشكلاتهم، ثنائية العيش والحرية لا تنفصل فى نقابة الصحفيين، يستحيل العيش بدون حرية، لا نمتلك رفاهية العيش، رواتب الصحفيين فى ذيل الرواتب، ولا رفاهية الحرية، تؤخذ الحرية غلابًا بتوسيع الهامش بعقل وروِيّة ورشاد مهنى.