بقلم : حمدي رزق
أن تأتى متأخرًا خير من ألّا تأتى أبدًا».. لافت نقلة موضوعية فى الموقف العربى من قضية السد الإثيوبى، إعلان عربى واضح لا لبس فيه عن موقف مساند للحق المصرى/ السودانى الثابت تاريخيًا فى مياه النيل الأزرق، وتتوالى البيانات.. يوم كتب الدكتور «مصطفى الفقى»، فى 17 يونيو الماضى، فى «المصرى اليوم»، تحت عنوان: «العرب وسد النهضة»، اعترته الدهشة من الموقف العربى السالب، وسجل بقلمه عتابًا مريرًا، نصًا: «ولن يعطش الشعب المصرى ولن تجوع المدن والقرى أو الكفور والنجوع، ولكن عتاب الأشقاء واجب، وفى ظنى أن الأمل لايزال قائمًا فى أن يدق هاتف أمين عام جامعة الدول العربية باتصالات من مكاتب وزراء الخارجية العرب للتشاور مع الأمانة العامة فى عقد قمة طارئة لموضوع سد النهضة».
ومرت الشهور تواليًا حتى نضج موقف عربى عبر العواصم العربية رافض لسياسة الأمر الواقع التى تنتهجها إثيوبيا، وعليه يمكن البناء، بدعوة الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبوالغيط، إلى إنفاذ «مقترح الدكتور الفقى» بالتشاور مع وزراء الخارجية العرب لعقد القمة الطارئة قبل فيضان يونيو، والمواقف العربية، والخليجية تحديدًا، متبنية للموقف المصرى، الذى عبّر عنه الرئيس السيسى بـ«الخط الأحمر»، الذى رسمه على شاطئ قناة السويس.
آمَلَ فى تحرك عربى جماعى فى إطار الجامعة العربية لاتخاذ موقف عربى موحد من الغطرسة الإثيوبية، موقف يعلن إثيوبيا رفض «الكتلة العربية» لهذا المسلك المتعنت. الكتلة العربية ثقيلة فى الميزان، وستعيد الاتزان مواقفيًا، ولتعلم إثيوبيا أنها ستكون فى مواجهة عربية، وهذا ما تعمد إثيوبيا إلى تجنبه تمامًا بالكلام المعسول، الذى سال على أفواه مسؤوليها بعد إطلاق «الخط الأحمر»، أديس أبابا لا تحتمل مثل هذه المواجهة العربية، لها فى المنطقة العربية والخليجية مصالح حيوية، تستميت فى الحفاظ عليها.
الموقف العربى إذا تجلَّى عالميًا فسيرتب ضغوطًا ومواقف. ما ينقص الموقف العاقل للدبلوماسية المصرية/ السودانية، فحسب، الموقف العربى الجامع الداعم الذى بدَت تباشيره فى الأفق، راجِع بيانات الأشقاء فى العواصم العربية، فستجد التفافًا وإحاطة ودعمًا ومساندة للموقف المصرى/ السودانى فى قضية السد الإثيوبى، ما يغير معادلات الموقف بالكلية.
الأشقاء فى «المغرب العربى» أيضًا مدعوون إلى موقف عروبى قومى مماثل للموقف الخليجى فى ظل الغطرسة الإثيوبية، يسند الموقف المصرى/ السودانى العادل.
الفريضة العربية الغائبة، قمة عربية طارئة، مستوجب نفرة الجامعة العربية بقمة طارئة للَجْم الجموح الإثيوبى نحو تفجير الموقف فى المنطقة بالملء الثانى، الذى سيجر على المنطقة ويلات غير محسوبة إثيوبيًا. مطلوب وعاجل موقف عربى تتبناه المجموعة العربية فى الاتحاد الإفريقى لحفزه على ردع الجموح الإثيوبى، من خلال آلياته المعتبرة، وكذا تبنِّى القضية عربيًا فى مجلس الأمن، وبالتعاون مع الدول الصديقة. إذا تحركت الكتلة العربية انطلاقًا من الجامعة العربية فستتغير المعادلات فى حوض النيل