بقلم : حمدي رزق
أكثر من مجرد هدف، شعرت وكأنه طرد الأرواح الشريرة.. صلاح: «من يُنهى الصعاب وطارد الأرواح الشريرة..»!
هكذا علق مشجعو ليفربول على هدف لاعبنا الدولى محمد صلاح فى مرمى «لايبزيج»، فى إياب دور الـ16 من دورى أبطال أوروبا بملعب «بوشكاش آرينا».
الهدف الذى جاء بعد صيام طويل لعله يوقف (إلى حين) الهجمة الإعلامية الإنجليزية الشرسة، ياما دقت على الرؤوس طبول، كم تعرض صلاح فى مسيرته الإنجليزية لهجمات معاكسة، وعادة ما يرد صاعقا فى الملعب، صلاح مولف على مثل هذه الهجمات، وشعاره ياجبل مايهزك ريح!
إحساسى أن صلاح يعانى ضغوطا هائلة، داخل وخارج الملعب، وفى حجرة الملابس، وداخل منطقة الجزاء، البعض يسوؤه نجاحات «أبو مكة» يلازمه عدم توفيق غير عادى، لا يسجل كثيرا فى المباريات الأخيرة، القناص تفلت منه الفرص تباعا، يغضب من تبديله دوما، يعتمل بداخله غضب مكتوم ينغص عليه حياته.
بعيدا عن الهدف الجميل، صلاح ليس صلاح الذى نعرفه، اختفت الابتسامة من وجهه، معنويات صلاح جد منخفضة.. فلنرفع معنوياته سريعا قبل أن تستغرقه الحالة الحزينة، ولنعبر عن حبنا لأبو مكة بكثافة، فين الهاشتاجات المعبرة عن ثقتنا فى قدراته وإبداعاته فى مواجهة حملة إنجليزية عقور لا نعرف لها مصدرا، هدفها رحيل صلاح رغم أنفه عن «الريدز»، فقط عقابا على تألقه، صلاح وضع كل المهاجمين خلفه، الأول بين متنافسين على لقب هداف (Premier League).
فريق ليفربول فى حالة بائسة ساقط من حالق، ونجومه فى التيه الكروى، لكنهم فى «لندن» لا يرون سوى صلاح، ويمسكون فى الشورت، ورغم الظروف المأساوية التى يعيشها الفريق فرادى وجماعة، ورغم العكوسات والإصابات والكورونا صلاح ينافس وبقوة على قمة هدافى الدورى الإنجليزى للعام الرابع على التوالى باستحقاق، وبهدفه الأوروبى الأخير يبرهن على جدارته بامتياز، صلاح حالة كروية فريدة، لا يستسلم أبدا.
عام جد صعب، ففضلًا عن المضايقات اللصيقة من المدافعين المكلفين بإبطال مفعول صلاح بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة، ودون حماية كافية من الحكام الواقعين تحت تأثير دعايات مضادة باصطناع صلاح السقوط فى منطقة الجزاء للحصول على ركلات جزاء، وهو الزعم الذى فاضت واستفاضت فيه الصحف الإنجليزية اتهامًا لصلاح بـ«الغطس»، وبات سقوطه فى منطقة الجزاء مثيرًا للشبهات رغم قسوة وعنف المدافعين، وهو ما يحجم قدرات صلاح التهديفية.
لافت مجددا هتافات منسوبة إعلاميًا إلى جماهير «الريدز» برحيله عن ليفربول، وتطوعت بعض المنابر الإنجليزية والعربية، فى تقارير منسوبة لمصادر مجهولة، إلى حديث محزن تشكك فى قدرات صلاح التهديفية، والقول بأن عليه الرحيل إذا لم يكن سعيدا معنا!
من يدقق فى المشهد الحزين يخشى على صلاح من دوامة ليفربول، هناك من لا يريده متصدرًا فى الملاعب الإنجليزية، صلاح يبدو متعبًا نفسيًا تمامًا، ليس سعيدا بالمرة، الإحباط ما نخشاه على نجمنا المحبوب، فالمطلوب إنجليزيًا إخراجه من طوره وإفقاده تركيزه فتطيش كراته، وتتعطل ماكينته التهديفية.. ومعها تنفطر قلوبنا حزنًا وألمًا.