توقيت القاهرة المحلي 18:08:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أيقونة الكنيسة القبطية

  مصر اليوم -

أيقونة الكنيسة القبطية

بقلم - حمدي رزق

احتفلت الكنيسة الأرثوذكسية، أمس الأول، يوم الجمعة، بالتذكار السابع والأربعين لرحيل البابا كيرلس السادس. احتفال سنوى يحضره البابا تواضروس الذى دشن فى التذكار الماضى كنيسة البابا كيرلس فى طنطا. ليس سراً أن البابا تواضروس يحمل محبة خاصة للبابا كيرلس ولا يخفى إعجاباً، ويتوفر على سيرته وأعماله التماساً لحكمته التى ظللت سنواته بطركاً للكنيسة المصرية، ويجتهد البعض فى تجلية أوجه الشبه بينهما، هو أقرب إليه صمتاً وحكمة وتواضعاً.

فى ذكرى رحيل البابا المحبوب كيرلس السادس البطريرك 116، تلقيت رسالة من د. مينا بديع عبد الملك، عضو المجمع العلمى المصرى بالقاهرة، يذكّر بالبابا العظيم الذى لايزال يسكن الضمير الجمعى للمصريين، ويشيع بين أبناء المسيحيين اسمه تبركاً.

كتب الدكتور مينا: يحتفل المصريون فى 9 مارس بذكرى مرور 47 عاماً على رحيل أيقونة الكنيسة القبطية البابا كيرلس السادس البطريرك 116. تمر الأيام ويشاء الله أن يختار الراهب المتوحد «مينا البراموسى» ليجلس على الكرسى المرقسى فى 10 مايو 1959 فكان يوماً مفرحاً لأقباط مصر إذ كانت رسامة قانونية بعد العديد من المخالفات التى حدثت منذ ديسمبر 1928 عند تنصيب البابا يؤانس 19. وحين علم الشعب كله بأن البابا الجديد اسمه «كيرلس» كتب عباس محمود العقاد مقالاً فى جريدة الأهرام، قال فيه: «إن اسم كيرلس ذو رنين خاص فى تاريخ الكنيسة القبطية».

كان كل همه هو تحصين شعبه بالصلاة بعيداً عن الفلسفات الهدامة، وأن يوطد العلاقة بين أبناء الشعب الواحد، فكم كانت هناك علاقات متميزة بينه وبين جميع رجال الدين الإسلامى ورؤساء الطوائف المسيحية الأخرى، وربطته بالرئيس عبدالناصر علاقة محبة شديدة وحقيقية. كان أول لقاء بين الرئيس عبدالناصر والبابا كيرلس- بمنزل الرئيس- فى عام 1959. وفى هذا اللقاء قال البابا للرئيس: (إننا لو أقمنا مصنعاً بملايين الجنيهات وألحقنا به الآلاف من العمال الذين لا وعى لهم، ولا وازع دينى عندهم فماذا نجنى؟ إنهم سيدمرون المصنع. ولكن يا سيادة الرئيس لو أقمنا مصنعاً بمائتى جنيه وألحقنا به عشرة عمال يتمتعون بالضمير الحى الطاهر، مخلصين لله والوطن، فإن إنتاج هذا المصنع سيفوق بكثير إنتاج المصنع الأول الذى تكلف الكثير والكثير. لذلك يا سيادة الرئيس، إنى بعون الله سأعمل على تعليم أبنائى معرفة الله وحب الوطن ومعنى الأخوة الحقة ليشب أبناء الوطن وحدة قوية لديها الإيمان بالله والحب للوطن). فأثنى السيد الرئيس على وطنية البابا، وحبه لبلاده، وكان البابا صادقاً فى كل ما ذكره. عاش حياته مسنوداً بنعمة الله.

كما كان يتميز بالتواضع الشديد فى مأكله وملبسه وتعاملاته مع أولاده. كنا نراه بملابس بسيطة جداً خالية من الزخارف والبهرجة دليلاً على صدق حياته الرهبانية، كما كان مأكله بسيطاً جداً، وكثير من الأحيان كان يُرسل طعام إفطاره إلى فقراء الكنيسة. كان دائماً يردد على مسامعنا عبارته الشيقة «دارى على شمعتك تنور»، فكثير من الأعمال العظيمة التى قام بها كانت فى الخفاء.

فى 9 مارس 1971 رحل البابا العظيم، وكان الوداع أسطورياً من الأقباط والمسلمين والمسؤولين. وتشهد جريدة «الأهرام» أنه يومياً كانت الجريدة تفتح صفحات تعازى فى البابا استمرت أربعين يوماً متواصلاً بدون انقطاع حتى إن كثيراً من مدارس القطر المصرى قدمت تعازيها.

إنه بالحقيقة صفحة مشرقة من تاريخ الوطن والكنيسة أيضاً. إن سجله الرائع نقدمه لأبناء مصر فى ذكراه العطرة، وفاءً لصاحب الذكرى وتكريماً لصفحة ناصعة من تاريخ مصر.

نقلا عن المصري اليوم القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيقونة الكنيسة القبطية أيقونة الكنيسة القبطية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 11:57 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 10:03 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الفاصوليا البيضاء

GMT 04:45 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن المصري يكشف حقيقة اختطاف فتاة في منطقة "المعادي"

GMT 10:07 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة: تسجيل 106 إصابات جديدة بـ كورونا و12 وفاة

GMT 11:56 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

7 أشكال غريبة لرفوف الكتب تعرفي عليها

GMT 17:04 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي يوجه رسالة إلى مصر

GMT 08:00 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيات أتيكا 2020 في مصر رسميًا

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

داليا مصطفى تتعرَّض لعملية نصب وتُحذِّر الفنانين

GMT 08:30 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

تصميمات "الفيونكة" تزيّن مجوهرات العروس في 2019

GMT 17:44 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

بلاغ ضد هالة صدقي بسبب فيديو "حثالة المجتمع"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon