توقيت القاهرة المحلي 20:45:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أيقونة الكنيسة القبطية

  مصر اليوم -

أيقونة الكنيسة القبطية

بقلم - حمدي رزق

احتفلت الكنيسة الأرثوذكسية، أمس الأول، يوم الجمعة، بالتذكار السابع والأربعين لرحيل البابا كيرلس السادس. احتفال سنوى يحضره البابا تواضروس الذى دشن فى التذكار الماضى كنيسة البابا كيرلس فى طنطا. ليس سراً أن البابا تواضروس يحمل محبة خاصة للبابا كيرلس ولا يخفى إعجاباً، ويتوفر على سيرته وأعماله التماساً لحكمته التى ظللت سنواته بطركاً للكنيسة المصرية، ويجتهد البعض فى تجلية أوجه الشبه بينهما، هو أقرب إليه صمتاً وحكمة وتواضعاً.

فى ذكرى رحيل البابا المحبوب كيرلس السادس البطريرك 116، تلقيت رسالة من د. مينا بديع عبد الملك، عضو المجمع العلمى المصرى بالقاهرة، يذكّر بالبابا العظيم الذى لايزال يسكن الضمير الجمعى للمصريين، ويشيع بين أبناء المسيحيين اسمه تبركاً.

كتب الدكتور مينا: يحتفل المصريون فى 9 مارس بذكرى مرور 47 عاماً على رحيل أيقونة الكنيسة القبطية البابا كيرلس السادس البطريرك 116. تمر الأيام ويشاء الله أن يختار الراهب المتوحد «مينا البراموسى» ليجلس على الكرسى المرقسى فى 10 مايو 1959 فكان يوماً مفرحاً لأقباط مصر إذ كانت رسامة قانونية بعد العديد من المخالفات التى حدثت منذ ديسمبر 1928 عند تنصيب البابا يؤانس 19. وحين علم الشعب كله بأن البابا الجديد اسمه «كيرلس» كتب عباس محمود العقاد مقالاً فى جريدة الأهرام، قال فيه: «إن اسم كيرلس ذو رنين خاص فى تاريخ الكنيسة القبطية».

كان كل همه هو تحصين شعبه بالصلاة بعيداً عن الفلسفات الهدامة، وأن يوطد العلاقة بين أبناء الشعب الواحد، فكم كانت هناك علاقات متميزة بينه وبين جميع رجال الدين الإسلامى ورؤساء الطوائف المسيحية الأخرى، وربطته بالرئيس عبدالناصر علاقة محبة شديدة وحقيقية. كان أول لقاء بين الرئيس عبدالناصر والبابا كيرلس- بمنزل الرئيس- فى عام 1959. وفى هذا اللقاء قال البابا للرئيس: (إننا لو أقمنا مصنعاً بملايين الجنيهات وألحقنا به الآلاف من العمال الذين لا وعى لهم، ولا وازع دينى عندهم فماذا نجنى؟ إنهم سيدمرون المصنع. ولكن يا سيادة الرئيس لو أقمنا مصنعاً بمائتى جنيه وألحقنا به عشرة عمال يتمتعون بالضمير الحى الطاهر، مخلصين لله والوطن، فإن إنتاج هذا المصنع سيفوق بكثير إنتاج المصنع الأول الذى تكلف الكثير والكثير. لذلك يا سيادة الرئيس، إنى بعون الله سأعمل على تعليم أبنائى معرفة الله وحب الوطن ومعنى الأخوة الحقة ليشب أبناء الوطن وحدة قوية لديها الإيمان بالله والحب للوطن). فأثنى السيد الرئيس على وطنية البابا، وحبه لبلاده، وكان البابا صادقاً فى كل ما ذكره. عاش حياته مسنوداً بنعمة الله.

كما كان يتميز بالتواضع الشديد فى مأكله وملبسه وتعاملاته مع أولاده. كنا نراه بملابس بسيطة جداً خالية من الزخارف والبهرجة دليلاً على صدق حياته الرهبانية، كما كان مأكله بسيطاً جداً، وكثير من الأحيان كان يُرسل طعام إفطاره إلى فقراء الكنيسة. كان دائماً يردد على مسامعنا عبارته الشيقة «دارى على شمعتك تنور»، فكثير من الأعمال العظيمة التى قام بها كانت فى الخفاء.

فى 9 مارس 1971 رحل البابا العظيم، وكان الوداع أسطورياً من الأقباط والمسلمين والمسؤولين. وتشهد جريدة «الأهرام» أنه يومياً كانت الجريدة تفتح صفحات تعازى فى البابا استمرت أربعين يوماً متواصلاً بدون انقطاع حتى إن كثيراً من مدارس القطر المصرى قدمت تعازيها.

إنه بالحقيقة صفحة مشرقة من تاريخ الوطن والكنيسة أيضاً. إن سجله الرائع نقدمه لأبناء مصر فى ذكراه العطرة، وفاءً لصاحب الذكرى وتكريماً لصفحة ناصعة من تاريخ مصر.

نقلا عن المصري اليوم القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيقونة الكنيسة القبطية أيقونة الكنيسة القبطية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon