بقلم : حمدي رزق
لافت فى تقرير وزارة الداخلية الأسبوعى، عدد (٧٣٣) قضية فى مجال منع تداول الأرجيلة (الشيشة) بالمقاهى.. بمضبوطات بلغت (٤٠٦٤) أرجيلة..
يصعب هضم مثل هذه التفلتات تحت وطأة الجائحة، تخيل هناك من يتحايل على كل الاحترازات الطبية، ويتفلّت لتقديم الشيشة خفية فى المقاهى والكافيهات، هذا جُرم، وعلى سبيل المجاز القانونى، قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد.
حبكت الشيشة فى المقهى، بلاها شيشة اليومين دول، اللى عاوز يشيّش، يشيّش فى بيته، هذا بلاء فى زمن الوباء، إذا كنت مبتلى تدخينًا فاستتر، خد لك ساتر، «لا ضرر ولا ضرار» قاعدة نبوية مستقرة.
الداخلية (مش هتحلّق على الناس فى المقاهى) مراجعة التقرير الأسبوعى كاف للتدليل على حجم الجهد الأمنى فى الضبط والربط، مستوجب جهد الداخلية فى المجالات الأمنية الاعتيادية، قتل، سرقة، وعصابات ومسجلين خطر، وهاربين من أحكام ومخدرات، وكمان مدخنين شيشة بالمخالفة لقرارات الحظر، عجبًا من العجب العجاب!
هوه فيه إيه، ما هذا الإصرار والإمعان فى الاستهتار بالأرواح، شيشة فى المقهى يعنى عدوى فيروسية مؤكدة، تغيير (مية الشيشة) لا يخلصها من الفيروس، لا تخادع الفيروس!
وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ، محسوبك خبرة ربع قرن من التدخين المتواصل حتى آخر نفس، ولكن للجائحة أحكام، والأحكام مخففة، شيّش فى بيتك، والفرصة سانحة للإقلاع عن التدخين، يبقى الوباء فيه فايدة.
نظام حلق حوش لا يتسق مع العقل، عقلك فى راسك، غير متخيل وزارة الداخلية تفتش (كمان) على المقاهى، وتحرز الشيش، التقرير يحصى تحريز ٤٠٦٤ شيشة، والشِّيشةُ هى النارجيلة، أداة تدخين بطنها من زجاج، بخرطوم طويل (لىّ)، حتى (لىّ الشيشة الطبى)، للاستخدام لمرة واحدة لن يقى من الفيروس، خلاصته سمّها ما شئت وشاء لك الهوى، ولكن لا تقربها بتاتًا فى المقهى، القهوة التى تنزل شيشة للزبائن تقدم الفيروس يتقلب على جمر النار..
واعلم بخبرة مدخن أن مقاهى بعيدًا عن الشوارع الرئيسية فى أحياء متناثرة تقدم الشيشة خفية، ولا يلقون بالاً بالوقوع فى دائرة العدوى.
ومن فيض الخبرة، مقهى (قهوة) بدون شيشة، مقهى بلا زبائن تقريبا، الشيشة عمود القهوة، ومقاهٍ كثيرة أغلقت أبوابها، أو غيرت النشاط، وعمالة هذه المقاهى صاروا فى الشارع بلا عمل، ويستوجب ضمهم لبرنامج الإعانات الحكومية، ولكن هذا أبدًا ليس مبررًا لتقديم الفيروس على حجر شيشة معسل قص أو سلوم (من أنواع الأدخنة