توقيت القاهرة المحلي 20:18:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الكَثْلَكَة السياسية!»

  مصر اليوم -

«الكَثْلَكَة السياسية»

بقلم : حمدي رزق

قال قداسة البابا تواضروس الثانى، ردًا على سؤال حول مدى صحة إصابته بفيروس كورونا المستجد، إنها «شائعات كاذبة»- (أ. ش. أ).

كم الشائعات التى تستهدف رموز مصر تشى بأن هناك استهدافًا مخططًا لبث الفزع والخوف بين الناس، شائعات كورونا أصابت تقريبًا جميع المسؤولين، حتى البابا لم يسلم من الأذية، كما يقولون الأذية طبع، والضباع يكمنون فى الدغل الإلكترونى يتلمظون لنهش جسد الوطن.

شائعة إصابة البابا بكورونا شائعة سياسية بامتياز، فبعد افتضاح خبر الحملة الممنهجة التى عملت عليها منابر إلكترونية عقورة، مدفوعة بثأرية مفضوحة، والرفض شعبى، إسلامى مسيحى، للتهجم على شخص ومكانة قداسة البابا فى الضمير الوطنى.

سرعان ما أشاعوا إصابته بكورونا، عجيب أمرهم، بدلًا من الدعاء بالوقاية من كل شر كخلق إنسانى راقٍ، يتمنون للبابا الشر، والله خير حافظاً.

ولو أُصيب قداسته، فليس هناك معصوم من المرض، والفيروس لا يميز، ورؤساء العالم بعضهم أصابه الفيروس، بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا، وجايير بولسونارو رئيس البرازيل، وغيرهم كثيرون من حول العالم، لم يشمت عقور، ولم يلسن لسان طويل، بل بلغتهم الدعوات وأحاطت بهم الصلوات تمنيًا للشفاء.

العقورون الذين يسلقون البابا بألسنة حداد عليهم أن يرتدعوا، ويتوقفوا، ويرحموا الكنيسة من سخام أنفسهم، وحتى لا تختلط الأمور وتمييزًا، مَن يعارض البابا فى سياق كنسى محترم فوق الرؤوس، ليس على أحد إجماع، والمعارضون المحترمون يستوجبون إفساح المجال لهم فى حوارات البابا المتصلة مع شعب الكنيسة، دون تصورات مسبقة أو مصادرات لفكر أو لرأى، والبابا مستمع جيد، وصوته خفيض، ومحاور يستملح حواره الطيبون.

أصحاب القلوب السوداء يهرفون بما لا يعلمون حجم التحديات التى تواجهها الكنيسة فى قلب الوطن الممتحَن فى أمنه القومى، وصلابة الجبهة الداخلية أولوية أولى، وعليها تنبنى صلابة الموقف الوطنى فى هذا الظرف العصيب.

إشاعة إصابة البابا بكورونا استهدفت زعزعة الاستقرار داخل كنيسة الوطن، وكأنهم يقولون للبابا، تحسبت من ملعقة (الماستير) تنقل العدوى، ها أنت البابا تُصاب بدون ملعقة، عجبًا يتمنون إصابة قداسته فقط لإثبات خطأ ما ذهب إليه من النصح بالتوقى لحين زوال شبح الجائحة.

البابا لم يذهب إلى تغيير طقس مستقر، بل رهنه لزوال الأسباب كما هو مقرر، ومَن تهفو نفوسهم إلى دق عشب «الميرون فى الهون لليالٍ أربع» طقسًا موروثًا، يدقون على صفيحة خاوية تصدر ضجيجًا، ليس هكذا تورَد الإبل.

معلوم كل ما يَأْتِيهِ البابا يمر من باب المجمع المقدس، والمجمع الحارس الأمين على العقيدة المسيحية، وأساقفة المجمع كما يقولون أدرى بشِعابها، «الكَثْلَكَة» عَلَى مَذْهَبِ الكَاثُولِيك- أى التماهى مع الكاثوليكية- لم تكن أبدًا فى ضمير بابا الكنيسة المصرية الأرثوذكسية العريقة طقسًا والثابتة عقيدة، مَن ذا الذى يغير معتقد كنيسة هى الأقدم، تاريخها يعود إلى عام 50 بعد الميلاد عندما زار القديس مرقس مصر، والذى يُنظر إليه باعتباره الأب لكنيسة الإسكندرية. كنيسة الوطن هَمٌّ وطنى عام ليس مقصورًا على إخوتنا، بل هَمّنا جميعًا، وتهمنا سلامتها ووحدتها لأنها من قوائم هذا الوطن، ومن مراكز وارتكازات قوته، والمجموع الوطنى مهموم بأحوال الكنيسة، وبصحة البابا، التى استُهدفت بشائعة كاذبة تؤشر على هجمة عقور تُسيِّرها منابر تستهدف قلب الوطن الذى ينبض فى كنيسة الوطن، وفى الأخير الدعاء موصول تحصينًا من الوباء، «أَعُوذُ باللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِن شَرِّ ما أَجِدُ وَأُحَاذِرُ».. قولوا آمين، يُجِبْكم الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الكَثْلَكَة السياسية» «الكَثْلَكَة السياسية»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 18:02 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
  مصر اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم الدشاش

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 06:04 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 14:18 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

من أي معدن سُكب هذا الدحدوح!

GMT 21:19 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تربح 7.4 مليارات جنيه ومؤشرها الرئيس يقفز 1.26%

GMT 21:48 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon