توقيت القاهرة المحلي 01:34:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الكَثْلَكَة السياسية!»

  مصر اليوم -

«الكَثْلَكَة السياسية»

بقلم : حمدي رزق

قال قداسة البابا تواضروس الثانى، ردًا على سؤال حول مدى صحة إصابته بفيروس كورونا المستجد، إنها «شائعات كاذبة»- (أ. ش. أ).

كم الشائعات التى تستهدف رموز مصر تشى بأن هناك استهدافًا مخططًا لبث الفزع والخوف بين الناس، شائعات كورونا أصابت تقريبًا جميع المسؤولين، حتى البابا لم يسلم من الأذية، كما يقولون الأذية طبع، والضباع يكمنون فى الدغل الإلكترونى يتلمظون لنهش جسد الوطن.

شائعة إصابة البابا بكورونا شائعة سياسية بامتياز، فبعد افتضاح خبر الحملة الممنهجة التى عملت عليها منابر إلكترونية عقورة، مدفوعة بثأرية مفضوحة، والرفض شعبى، إسلامى مسيحى، للتهجم على شخص ومكانة قداسة البابا فى الضمير الوطنى.

سرعان ما أشاعوا إصابته بكورونا، عجيب أمرهم، بدلًا من الدعاء بالوقاية من كل شر كخلق إنسانى راقٍ، يتمنون للبابا الشر، والله خير حافظاً.

ولو أُصيب قداسته، فليس هناك معصوم من المرض، والفيروس لا يميز، ورؤساء العالم بعضهم أصابه الفيروس، بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا، وجايير بولسونارو رئيس البرازيل، وغيرهم كثيرون من حول العالم، لم يشمت عقور، ولم يلسن لسان طويل، بل بلغتهم الدعوات وأحاطت بهم الصلوات تمنيًا للشفاء.

العقورون الذين يسلقون البابا بألسنة حداد عليهم أن يرتدعوا، ويتوقفوا، ويرحموا الكنيسة من سخام أنفسهم، وحتى لا تختلط الأمور وتمييزًا، مَن يعارض البابا فى سياق كنسى محترم فوق الرؤوس، ليس على أحد إجماع، والمعارضون المحترمون يستوجبون إفساح المجال لهم فى حوارات البابا المتصلة مع شعب الكنيسة، دون تصورات مسبقة أو مصادرات لفكر أو لرأى، والبابا مستمع جيد، وصوته خفيض، ومحاور يستملح حواره الطيبون.

أصحاب القلوب السوداء يهرفون بما لا يعلمون حجم التحديات التى تواجهها الكنيسة فى قلب الوطن الممتحَن فى أمنه القومى، وصلابة الجبهة الداخلية أولوية أولى، وعليها تنبنى صلابة الموقف الوطنى فى هذا الظرف العصيب.

إشاعة إصابة البابا بكورونا استهدفت زعزعة الاستقرار داخل كنيسة الوطن، وكأنهم يقولون للبابا، تحسبت من ملعقة (الماستير) تنقل العدوى، ها أنت البابا تُصاب بدون ملعقة، عجبًا يتمنون إصابة قداسته فقط لإثبات خطأ ما ذهب إليه من النصح بالتوقى لحين زوال شبح الجائحة.

البابا لم يذهب إلى تغيير طقس مستقر، بل رهنه لزوال الأسباب كما هو مقرر، ومَن تهفو نفوسهم إلى دق عشب «الميرون فى الهون لليالٍ أربع» طقسًا موروثًا، يدقون على صفيحة خاوية تصدر ضجيجًا، ليس هكذا تورَد الإبل.

معلوم كل ما يَأْتِيهِ البابا يمر من باب المجمع المقدس، والمجمع الحارس الأمين على العقيدة المسيحية، وأساقفة المجمع كما يقولون أدرى بشِعابها، «الكَثْلَكَة» عَلَى مَذْهَبِ الكَاثُولِيك- أى التماهى مع الكاثوليكية- لم تكن أبدًا فى ضمير بابا الكنيسة المصرية الأرثوذكسية العريقة طقسًا والثابتة عقيدة، مَن ذا الذى يغير معتقد كنيسة هى الأقدم، تاريخها يعود إلى عام 50 بعد الميلاد عندما زار القديس مرقس مصر، والذى يُنظر إليه باعتباره الأب لكنيسة الإسكندرية. كنيسة الوطن هَمٌّ وطنى عام ليس مقصورًا على إخوتنا، بل هَمّنا جميعًا، وتهمنا سلامتها ووحدتها لأنها من قوائم هذا الوطن، ومن مراكز وارتكازات قوته، والمجموع الوطنى مهموم بأحوال الكنيسة، وبصحة البابا، التى استُهدفت بشائعة كاذبة تؤشر على هجمة عقور تُسيِّرها منابر تستهدف قلب الوطن الذى ينبض فى كنيسة الوطن، وفى الأخير الدعاء موصول تحصينًا من الوباء، «أَعُوذُ باللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِن شَرِّ ما أَجِدُ وَأُحَاذِرُ».. قولوا آمين، يُجِبْكم الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الكَثْلَكَة السياسية» «الكَثْلَكَة السياسية»



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon