بقلم : حمدي رزق
وقف الخلق ينظرون جميعا
كيف أبنى قواعد المجد وحدى
وبناة الأهرام فى سالف الدهر
كفونى الكلام عند التحدى
أنا تاج العلاء فى مفرق الشرق
ودراته فرائد عقدى
إن مجدى فى الأوليات عريق
من له مثل أولياتى ومجدى
كم تاقت النفس للحظة عز باهرة، كم تمنت الروح المتعبة أن ترى بعينها حصاد تعبها وشقاها مجسدا فى عيون العالم، تتسع الحدقات دهشة على البهاء، والرقى، والحضارة، مهد الحضارة الإنسانية هنا، ومن هنا انبثق فجر الحضارة.
٢٢ ملكا عظيما يشهدون على حضارة الشعب الملك، الشعب المصرى هو الملك الأول، صانع الحضارة، الفلاح المصرى، والصانع المصرى، والكاتب الجالس يدون التاريخ، تاريخ شعب عاش على الضفاف، ونسج خيوط حضارته من شعاع الشمس المشرقة.
شعب عظيم يحتفل بملوكه العظماء، ويكرم تاريخهم، ويطلع العالم على حضارتهم الخالدة، ويشهد العالم على عظمتهم، ليبرهن على عظمته، ويرسم لوحة الخلود، ويدون فى بردية محفوظة للأجيال القادمة قصة الأمس واليوم وغدا.
موكب الملوك مر من هنا، مر فى طريقه إلى الفسطاط الكبير، استقبله شعب المحروسة بفرح عظيم، اكتحلت العيون بمشهد ولا أروع، الطيبون فى قعور البيوت خفقت قلوبهم، فسارعوا إلى الكورنيش، وزغردت نسوة فى المدينة، وأضاءت المراكب النيلية أضواءها، وأطلقت المدفعية طلقاتها، الهامات مرفوعة إلى عنان السماء.
إحساس بالعظمة والفخر والعز غمر المحروسة، أحفاد الفراعين اليوم فى غبطة وسرور، نادرة مثل هذه اللحظات الباهرة، إبهار وبهاء وعظمة، عظمة على عظمة يا مصر.
يوم مجيد من أيام المجد المصرى، وستتلوه أيام لا تقل عظمة، الأيام المقبلة تحمل مناسبات جد سعيدة، لحظات فخار كثيرة مقبلة، حان وقت حصاد زرعة السنين، السبع العجاف مرت على خير بصبر المصريين، صبر جميل، السبع السمان مقبلة، الْتمِسوها فى مستقبل الأحفاد المشرق، وضحكة الحفيد على شط النيل.
ننتظر حدثا مماثلا فى افتتاح المتحف الكبير بالأهرامات، الفرصة سانحة لجذب أنظار العالم إلى رؤية مصر الجديدة، مصر التى تبنى ولا تهدم، ترفع القواعد عاليا، بلد الأمن والأمان والسلام، تبرهن على حضارتها الإنسانية، وعلى علو المقام، على فنون وآداب مبهرة، وعلى توق شعب للحياة، إذا الشّعبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ/ فــلا بــدّ أن يســتجيب القــدرْ..
ليلة من ألف ليلة وليلة، مصر تقدم ملمحا من أسطورتها الخالدة على ضفاف النيل الخالد، مصر قلب العالم النابض، ترفع رايات السلام البيضاء، حمامات تطير فى قرص الشمس.
هنيئا للمصريين بهذه الطلة الباهرة، وهنيئا للمخلصين الذين رسموا هذه اللوحة الراقية، وهنيئا لشعب مصر الذى صنع كل هذا البهاء، الشعب هو الملك الذى يحسن استقبال ملوكه وينزلهم منازلهم فى الفسطاط الكبير