توقيت القاهرة المحلي 05:04:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جدر التطرف

  مصر اليوم -

جدر التطرف

بقلم : حمدي رزق

جدر التطرف مجدر فى الأرض الشراقى كجدر القصب، تقطعه من فوق التربة بالمنجل، تنمو الجذور وتخرج إلى السطح مرة أخرى، وكلما قطعتها ترطبها مياه الصرف الفكرى، من مخزون السلفية المالح فتمنحها مددًا.

لم نستأصل الجذور السامة من التربة بعد، تركناها كالشرك الخداعى فى الأرض الشراقى، تركناها عن عمد أو جهل أو تقاعس عن إتمام «الحصاد المر»، تجفيف منابع التطرف الفكرى «مشرو ع قومى» لم يحتل مكانه بعد فى قائمة المشروعات القومية المستدامة.

جرثومة التطرف العقلى مثل «أم القيح» ساكنة فى تلافيف العقل الجمعى، بين الفصوص، استولت على خلايا التفكير العقلانى، دمرتها، أتلفت مراكز التفكير الوطنى، يستوجب جراحة عاجلة بمشرط نَطاسىّ حكيم، يغوص بعيدا فى أعماق عميقة فى العقل الجمعى حتى يستأصل الورم الخبيث.

الحصاد المر لزراعة التطرف لعقود خلت هو ما نحصده الآن، أجيال تربت على الأحادية، والكراهية، واحتقار الآخر، والتكفير، والتفسيق، والفجر فى الاختلاف، واللدد فى الخصومة، أجيال مرعبة مخيفة عقورة، وشوش كالحة، ودماء مالحة، وقلوب ميتة، لا تخشى من الخشية، ولا تختشى خجلا، اللى اختشوا ماتوا عرايا من الخشية.

أقول قولى هذا فى مواجهة «طفح تكفيرى» طافح على سطح بحيرة مجتمعية آسنة، التكفير سافر على مواقع التواصل الاجتماعى، مرسوم على حوائط الفيس، إنهم يغردون على شجر الزقوم (تويتر) بأفكار داعشية تنتهى إلى أجندة سلفية تشربت الكراهية.

أَفَلا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ، اللسان ترجمان القلب، يُفصح عن مكنون الصدور، والتغريدات والتتويتات فاضحة، وكلما أوغلت فى تتبع الفيس وتويتر تذهل من تصحر النفوس، وقساوة القلوب، والتدين الشكلانى، والتطرف الطارح ثماره السامة، حيات سامة تسعى فى الفضاء الإلكترونى تبخ سما زعافا فى آنية الوطن.

نموذج الممثل أحمد الرافعى ليس مفاجئًا ولا مذهلا، مثله كثير من أجيال تربت على فكر «ابن تيمية»، الذى يسمدون به الأرض الشراقى إلى بعض الثقافة الرشيدة، فتصير مالحة، لا ينبت فيها قصب، بل بوص شيطانى مخيف يؤمه من جهلوا فكر «ابن رشد»، الذى وُئد فى الأرض الحرام.لم أستغرب ما فاه به الفنان الشاب، ولكنه مثل خنجر فى الظهر العارى، كونه يؤدى دورًا فى مسلسل وطنى، لا أدرى كيف ترعرع فى وادينا الطيب هذا القدر من الكارهين، خلاصته، لا أخشى هؤلاء، أخشى خيبة الأمل فى أجيال شبت على الكراهية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جدر التطرف جدر التطرف



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon