توقيت القاهرة المحلي 01:45:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جدر التطرف

  مصر اليوم -

جدر التطرف

بقلم : حمدي رزق

جدر التطرف مجدر فى الأرض الشراقى كجدر القصب، تقطعه من فوق التربة بالمنجل، تنمو الجذور وتخرج إلى السطح مرة أخرى، وكلما قطعتها ترطبها مياه الصرف الفكرى، من مخزون السلفية المالح فتمنحها مددًا.

لم نستأصل الجذور السامة من التربة بعد، تركناها كالشرك الخداعى فى الأرض الشراقى، تركناها عن عمد أو جهل أو تقاعس عن إتمام «الحصاد المر»، تجفيف منابع التطرف الفكرى «مشرو ع قومى» لم يحتل مكانه بعد فى قائمة المشروعات القومية المستدامة.

جرثومة التطرف العقلى مثل «أم القيح» ساكنة فى تلافيف العقل الجمعى، بين الفصوص، استولت على خلايا التفكير العقلانى، دمرتها، أتلفت مراكز التفكير الوطنى، يستوجب جراحة عاجلة بمشرط نَطاسىّ حكيم، يغوص بعيدا فى أعماق عميقة فى العقل الجمعى حتى يستأصل الورم الخبيث.

الحصاد المر لزراعة التطرف لعقود خلت هو ما نحصده الآن، أجيال تربت على الأحادية، والكراهية، واحتقار الآخر، والتكفير، والتفسيق، والفجر فى الاختلاف، واللدد فى الخصومة، أجيال مرعبة مخيفة عقورة، وشوش كالحة، ودماء مالحة، وقلوب ميتة، لا تخشى من الخشية، ولا تختشى خجلا، اللى اختشوا ماتوا عرايا من الخشية.

أقول قولى هذا فى مواجهة «طفح تكفيرى» طافح على سطح بحيرة مجتمعية آسنة، التكفير سافر على مواقع التواصل الاجتماعى، مرسوم على حوائط الفيس، إنهم يغردون على شجر الزقوم (تويتر) بأفكار داعشية تنتهى إلى أجندة سلفية تشربت الكراهية.

أَفَلا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ، اللسان ترجمان القلب، يُفصح عن مكنون الصدور، والتغريدات والتتويتات فاضحة، وكلما أوغلت فى تتبع الفيس وتويتر تذهل من تصحر النفوس، وقساوة القلوب، والتدين الشكلانى، والتطرف الطارح ثماره السامة، حيات سامة تسعى فى الفضاء الإلكترونى تبخ سما زعافا فى آنية الوطن.

نموذج الممثل أحمد الرافعى ليس مفاجئًا ولا مذهلا، مثله كثير من أجيال تربت على فكر «ابن تيمية»، الذى يسمدون به الأرض الشراقى إلى بعض الثقافة الرشيدة، فتصير مالحة، لا ينبت فيها قصب، بل بوص شيطانى مخيف يؤمه من جهلوا فكر «ابن رشد»، الذى وُئد فى الأرض الحرام.لم أستغرب ما فاه به الفنان الشاب، ولكنه مثل خنجر فى الظهر العارى، كونه يؤدى دورًا فى مسلسل وطنى، لا أدرى كيف ترعرع فى وادينا الطيب هذا القدر من الكارهين، خلاصته، لا أخشى هؤلاء، أخشى خيبة الأمل فى أجيال شبت على الكراهية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جدر التطرف جدر التطرف



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:51 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
  مصر اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 21:37 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية
  مصر اليوم - إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية

GMT 17:01 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس
  مصر اليوم - أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 23:02 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025
  مصر اليوم - هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025

GMT 19:53 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

سقوط طائرة في كولومبيا ومقتل 7 من ركابها

GMT 17:57 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

شبح مورينيو يعود للظهور في مانشستر يونايتد

GMT 08:54 2019 الأحد ,10 شباط / فبراير

الأهلي يكشف أسباب أزمة المؤجلات

GMT 14:16 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

أداما تراوري يُبرز جدية ليونيل ميسي في التدريبات

GMT 09:59 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

طليق رانيا يوسف يوجّه رسالة لها بعد أزمة فستانها الفاضح

GMT 03:08 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد عبد الحفيظ يُعلن عن صفقات الأهلي الجديدة خلال أيام

GMT 04:18 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

تامر حسني يُرزق بطفله الثالث ويكشف عن اسمه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon