بقلم : حمدي رزق
كفانى «سيريل رامافوزا» رئيس جمهورية جنوب إفريقيا، مؤنة الدفاع عن سطورى المعنونة «رسالة موسيمانى السياسية» والتى استَجلَبَت علينا اللعنة، ووصمتنا بالغفلة، وقليل من التعريض.
وَبَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ الرياضى الممجوج، تأمل رسالة موسيمانى السياسية كما وردت تفصيلا فى بيان الرئيس «رامافوزا»: «سنفتقد بيتسو موسيمانى كقوة فى كرة القدم فى جنوب إفريقيا، ولكن تعيينه من قبل النادى الرائد فى قارتنا يعزز أواصر الصداقة بين بلدينا.. أتمنى لبيتسو وفريقه التوفيق، وهم يرفعون رايتنا، وراية كرة القدم الإفريقية مع ناد يفتخر بنجاحه جميع الأفارقة».
إذا لم تكن هذه رسالة سياسية، فكيف تكون الرسائل السياسية يا متعلمين يا بتوع السياسة؟!
وأزيدك من الرسائل السياسية فى صفقة موسيمانى الرياضية رسالة أحمد الفاضلى، سفير مصر فى جنوب إفريقيا «اختيار موسيمانى لقيادة الأهلى هو ترجمة لعمق العلاقة مع الأفارقة، وتعزيز للعلاقات المصرية- الجنوب الإفريقية على المستوى الشعبى».
عندك شك فى إيه.. مش مطمن ليه، الرسالة السياسية فى صفقة موسيمانى ليست افتكاسة شخصية، رسالة سياسية بامتياز، هذا بعض ما عنيته فيما كتبته (أول من أمس) ونال سخرية وتشييرا، شردونى فى الفضاء الإلكترونى ولاد التيت والتغريد، وعلى الطريقة الحليمية، وسرت وحدى شريدا محطم الخطوات، تهزنى أنفاسى، تخيفنى لفتاتى، كهارب ليس يدرى.. من أين أو أين يمضى.
لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ بحكى مخاتل، الحجر على الآراء مكروه، ناس تتحدث كورة، وناس تتحدث سياسة، شخصيًا لم أرتكب الكبيرة الرياضية، ولا أستحق الرجم الإلكترونى، فقط وبحسن نية وفى مواجهة نعرات التنمر العنصرية تجاه موسيمانى، خشيت، وبينت أن هناك رسائل تحققت، رسائل رياضية وبعضها سياسية، رسالة الانفتاح الرياضى على إفريقيا جنوب الصحراء.
ما ذهب إليه البعض ساخرا بفعل العصبية الكروية المتوطنة، محض قراءة متعسفة لونيا، رغم أننى لم أكتب كأهلاوى ولكن كمصرى محب لإفريقيا، إذا كان المصريون وراء «محمد صلاح » من روما إلى ليفربول، وعرفوا أين تقع ليفربول، أنستكثر على إخوتنا فى جنوب الصحراء أن يتابعوا «موسيمانى» فى مصر، التعاقد مع موسيمانى يترجم باهتمام مصرى لافت إفريقيا، ويحمل ريحا طيبة.
الحضور (الزخم) الإفريقى فى القاهرة مستوجب، كما أن الحضور المصرى فى إفريقيا فرض عين، الحضور المستوجب يتنوع، فضلا عن الدبلوماسية والتجمعات السياسية والاقتصادية، هناك فنون وآداب وثقافة ورياضة.. تترجم سياسيا بالإيجاب.
يوم غنى الفنان السودانى «شرحبيل أحمد» فى دار الأوبرا المصرية، كان حدثا إفريقيا، ويستحسن دعوة أصوات إفريقية عديدة، سنغالية ومالية ونيجيرية وعاجية وبكثافة إلى الأوبرا ومعرض الكتاب واستاد القاهرة، هذا هو المقصد.. الانفتاح على إفريقيا جنوب وشمال الصحراء.