توقيت القاهرة المحلي 10:56:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«وفاءً بالأمانة التى أولاها الله لفضيلته»

  مصر اليوم -

«وفاءً بالأمانة التى أولاها الله لفضيلته»

بقلم : حمدي رزق

قُضِيَ الْأَمْرُ، وسُحب مشروع قانون «استقلال دار الإفتاء» كُرمى للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.

محبة الإمام تستوجب وقفة أمام جملة عبرت في خطاب (طلب الحضور) الذي أرسله فضيلته إلى الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، مطالبًا بحضور الجلسة العامة المنعقدة لمناقشة مشروع قانون تنظيم دار الإفتاء (حال الإصرار على إقرار هذا المشروع رغم ما به من عوار دستورى)، وذلك «وفاءً بالأمانة التي أولاها الله تعالى لفضيلته»، ولعرض رؤية الأزهر في ذلك المشروع الذي من شأن إقراره أن يخلق كيانًا موازيًا لهيئات الأزهر، ويجتزئ رسالته، ويُقوِّض من اختصاصات هيئاته. (نصًا من خطاب الإمام الطيب).

ما يعنينى حرفيًا في هذا الخطاب نقاش طيب مع الإمام الطيب حول جملة «وفاءً بالأمانة التي أولاها الله تعالى لفضيلته»، عبارة موحية بـ«العصمة» حررت بين سطور الخطاب وتحتاج إلى مراجعة ضرورية من الإمام وتوضيح.

الإمامة مكانة إسلامية مستمدة من تاريخ أزهرى تليد في خدمة الدعوة الإسلامية، ومرجعية الأزهر التي يحتكم إليها الإمام، وله كل الحق، منصوص عليها في الدستور، وهو نص بشرى من توليف لجنة الخمسين (لجنة عمرو موسى)، وباعتباره نصًا بشريًا جرى تعديله، وسيعدل لاحقًا كلما جدّ جديد يستوجب تعديلا، والمحكمة الدستورية قائمة على تفسير ما استغلق دستوريًا، وعندها كما استقر قضائيًا «فصل الخطاب».

لكن «وفاءً بالأمانة التي أولاها الله تعالى لفضيلته» جديدة تمامًا على الأسماع، وأول مرة نسمع بهذه الأمانة التي نزلت على الإمام الأكبر، وينقصنا العلم بها حتى نؤمن «بالأمانة التي أولاها الله لفضيلته».

لن أنجرف إلى مشروع قانون «استقلال دار الإفتاء» المسحوب كُرمى للإمام الأكبر، وقلت سابقًا متى كانت دار الإفتاء تابعة للأزهر الشريف حتى تكون تحت جناح الإمام الأكبر، ولن أزيد، فالمشروع عاد من حَيْثُ أَتَى (غَيْر مَأْسُوف عَلَيْهِ)، وكفى الله المصريين شر الفتن القانونية.

محاولة محرر الخطاب إضفاء «العصمة» على طروحات الإمام لا تستقيم، والإمام لم يدّع عصمة، ولم يتعال بإمامة، بل صفته أكرمه الله التواضع لله.

والإمامة التي هي «أمانة أولاها الله تعالى لفضيلته» هي مكانة أزهرية لها كل الاحترام، والإمام بنص الدستور «مستقل غير قابل للعزل، وينظم القانون طريقة اختياره من بين أعضاء هيئة كبار العلماء». والترجمة أن الإمام مختار لحمل الأمانة من قبل بشر، ويصدق على اختياره الرئيس. خلاصته، لم يختر الإمام من السماء، ونتحسب من مثل هذا قول يرد في خطاب الإمام، ونخشى تسييده على الرقاب فتصير عصمة من النقد المباح، والحمد لله الذي جعل فينا إمامًا منتخبًا يُلام وينتقد، ويأخذ بالأسباب.

القول بأن الأمانة (الإمامة) أولاها الله تعالى لفضيلته، فهذا تقديس في محل ترفيع، والإمام تنسحب عليه القاعِدة الأصولية المستقرة عند الفقهاء «رأيى صَوابٌ يَحتَمِلُ الخَطأ، ورأيُ غَيرى خَطأ يَحتَمِلُ الصَّوابَ» يعنى ليس معصومًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«وفاءً بالأمانة التى أولاها الله لفضيلته» «وفاءً بالأمانة التى أولاها الله لفضيلته»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon