توقيت القاهرة المحلي 05:04:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رُبَّ هافٍ هَفا عَلى غَيرِ عَمدِ..

  مصر اليوم -

رُبَّ هافٍ هَفا عَلى غَيرِ عَمدِ

بقلم : حمدي رزق

لا وقتها ولا توقيتها ولا زمانها ولا مكانها، أتحدث عن معركة بعض المنتسبين حماسا للأزهر، والدكتور طارق حجى على صدى حوار أجراه «حجى» مع الزميل «خالد أبوبكر» مقدم برنامج «كل يوم» على فضائية «أون».

المعركة تراشقا، تأخذ منحنى مغايراً لما هو مستقر فى أدبيات الحوار البناء لصالح الحالة المصرية، فسلكت طريقاً لا يخدم أهدافا سامية يجليها الحوار الصحى فى مجتمع يرنو إلى معارك فكرية تضيف للرصيد الوطنى، وليس لخناقات الحارة المزنوقةً، الله لا يرجع أيامها.

الوطن فى حالة حرب، والرئيس يستنفر الجهود والطاقات، والجيش ينتشر على محاور الوطن الاستراتيجية، والرجال على أهبة الاستعداد لبذل أرواحهم فى سبيل أغلى اسم فى الوجود، ونحن ها هنا قاعدون على قلبها لطاون، نحترب، وننتحر اختلافا، ونمزق وجوه بعض، بعضى يمزق بعضى، ويقطع جلابيب بعض.

من ذا الذى يصرفنا عن الاحتشاد من حول الوطن، خلف قيادة الوطن، فى ظهر جند الوطن فى مهمته المقدسة، الوطن يستدعيكم، وأنتم فى شغل، وعنه عاقلون، وينسحب علينا قوله تعالى فى محكم التنزيل «قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَّخَاسِرُونَ» (يوسف: 14).

أعرف كهولًا فى قعور البيوت وَهن العظم منهم واشتعل الرأس شيبا، زهدوا القعود فى قعور البيوت، وفلذات أكبادهم يستشهدون على جبهات القتال، متأهبون لحمل السلاح ويتقدمون الصفوف دفاعا عن الحياض المقدسة، تغسل وجوههم الوضاءة دموع الخشية على وطن يقتات الصبر مرا، علقم والله علقم.

أين أنتم يا من تحتربون فى غير ساحات الواجب، أين أنتم من حمية هؤلاء الفوارس الشجعان؟، اغمدوا سيوفكم الخشب، والسيف فى غمده لا تخشى بواتره.. معارككم لا تلزمنا، ولسنا منشغلين بها، ولكنها تشوش على رادرات الوطن.

وبُح صوتنا، ونادينا عليكم إلى الحوار بالحسنى، ولكن كما قال الشاعر عمرو بن معدى كرب بن ربيعة:

لقد أسمعت لو ناديت حيـا

ولكن لا حياة لمن تنادى

ولو نار نفخت بها أضاءت

ولكن أنت تنفخ فى رماد».

الحوار هو ما يليق بالعقول، وليس الخوار، بالخاء الغليظة، ونصيحة غالية من شاعر النيل حافظ إبراهيم:

«وَاصفَحوا عَن هَناتِ مَن كانَ مِنكُم

رُبَّ هافٍ هَفا عَلى غَيرِ عَمدِ

نَحنُ نَجتازُ مَوقِفاً تَعثُرُ الآراءُ فيهِ

وَعَثرَةُ الرَأى تُردى».

كفى افتكاسا لمعارك لا تنتج ثمرا، «فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض...»، هكذا أخبرنا المولى عز وجل فى محكم التنزيل (الرعد: ١٧).

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رُبَّ هافٍ هَفا عَلى غَيرِ عَمدِ رُبَّ هافٍ هَفا عَلى غَيرِ عَمدِ



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon