بقلم : حمدي رزق
ويطلب الإخوان الرحمة لفقيدهم، الطبيب عصام العريان، وموقع «يوتيوب» يحتفظ لـ«العريان» بحديث خلو من الرحمة فى مواجهة السيد عمرو موسى، قاطعًا شجرة الرحمة: «سيخرج مبارك من السجن على نقالة إلى القبر»، فيطالبه شخص ثالث يظهر فى الفيديو «بِشَىْءٍ من الرحمة»، فيستعظم كبرًا، ويشيح بوجهه نافرًا من حديث الرحمة: «لا لا لا.. مش هينفع»!!
لا شماتة فى الموت، الشماتة فى الموت ليست خلقًا إنسانيًا ولا دينيًا، لسنا إخوانًا لنشمت، بل نترحم.. هذا خلق الأسوياء، والسَّوِىُّ المعتدلُ لا إفراط فيه ولا تفريط.
قطعت النيابة العامة ألسنة الإخوان والتابعين ببيان لا لبس فيه، المسجون عصام العريان تُوفى طبيعيًا، وبشهادة إخوانه. شهد على وفاته طبيعيًا كل من صبحى صالح وشعبان عبدالعظيم، اللذين أكدا استقرار الحالة الصحية للمتوفى قُبيل وفاته، وانتظام تلقيه العلاج من إدارة السجن، وعدم شكواه أى إهمال طبى أو تقصير فى رعايته الطبية خلال الفترة الأخيرة، وأنهما لم يلحظا ما يثير الريبة ليلة وفاة المسجون، وأكد المسجون «صبحى صالح» أنه علم من خلال حديثه الأخير مع المتوفَّى عشيَّة وفاته باستقرار أحواله..
بيان النيابة العامة كافٍ لإقناع الأسوياء، ولكن الإخوان لا يعقلون، ويستثمرون الوفاة فى تعميق مظلوميتهم المستدامة، ويتبضعون بوفيات طبيعية، ويجولون بجثامينهم على المنصات الحقوقية طلبًا لبيان أو شجب أو إدانة، يقتاتون على مثل هذه الوفيات، التى يشهد بطبيعيتها إخوان من جلدتهم.
وشهد شاهد من أهلها، شهد بطبيعية الوفاة «صبحى صالح» وكذا شعبان عبدالعظيم، أيُكذِّبهما الإخوان، نعم يُكذِّبون، يتعيَّشون على الكذب، إخوان كاذبون.
بيان النيابة العامة واضح للعيان، ولكنهم صُمٌّ بُكْمٌ عُمْى، لا يفقهون، مثل هذه البيانات العدلية التى تحق الحق. تقول «النيابة العامة» إنها تلقت إخطارًا فجر يوم الثالث عشر من شهر أغسطس الجارى من «قطاع مصلحة السجون» بوفاة المسجون «عصام العريان»، فاتخذت إجراءات تحقيق واقعة وفاته بمناظرة جثمانه، وانتداب «الطبيب الشرعى» لإجراء الصفة التشريحية عليه بيانًا لسبب وفاته، والذى أودع تقريرًا مبدئيًّا أكد فيه خلو الجثمان من أى إصابات ذات طبيعة جنائية.
وتعرضت النيابة لشائعة وفاته بكورونا، وقالت إن السجن لم يُسجل أى حالة إصابة بفيروس كورونا مؤخرًا لانتظام اتخاذ التدابير الوقائية به.
بقى فى ملف وفاة «العريان» حديث المشادة المنتشرة على المواقع الإلكترونية بينه وبين قيادى إخوانى، (لم يُذكر اسمه)، بالسجن عشية الوفاة، هل المشادة أتعبت قلبه العليل، ذبحت قلبه؟! أرجو أن يُطْلِعنا صبحى صالح فى قادم الأيام على تفاصيل هذه المشادة الإخوانية، منصات الإخوان تتجاهل حديث المشادة تمامًا لأنه ينقض روايتها البائسة عن وفاة «العريان».
خلاصته، شىء من الرحمة يشفى القلوب، لا تجوز عليه سوى الرحمة، الله يرحم «العريان»، والدعاء بالرحمة من شيم الأسوياء.