سؤال صادم، مستوجب الرد عليه بشفافية وصراحة من جانب إدارة «الجزيرة الحمراء» فى مواجهة جماهيرها المخلصة أولًا.. نحِّ المنافسين جانبًا، فهم يتميزون غيظًا من رؤية علم الأهلى مرفوعًا، دعهم فى كراهيتهم يعمهون.
أتحمل وزر السؤال الصعب، ولكن هذا وقت المكاشفة، والأسئلة الصعبة، والإجابات الصريحة بلا لف ولا دوران، على طريقة كابتن «أفشة».
اعتداء نفر متفلت من جماهير الإسماعيلية على أتوبيس الأهلى يفرض طرح السؤال الذى يؤسس لمراجعة عميقة للسياسات الحمراء فى الساحة الكروية: هل صار الأهلى مستفزًا للأندية الأخرى ببطولاته التى تشبه الممارسات الاحتكارية، منفردًا متفردًا بكل الدروع والكؤوس والمشاركات الإفريقية والدولية ولعقود، ما خلّف حالة إحباط عميقة لدى الأندية المنافسة أو التى تجتهد فى البقاء تحت الأضواء؟!.
هل جماهيرية الأهلى الطاغية (دون إحصاء حقيقى وواقعى على الأرض) ولَّدت شعورًا غريزيًا بالتفوق يعبر عنه شعار «الأهلى فوق الجميع».. شعار يحك أنوف جماهير المنافسين، كيف لها أن تقبل وضعية «الناس اللى فى الدور التانى» وتصمت على الأذى النفسى؟!.
هل الدعم اللامحدود الذى حظى به الأهلى لعقود مضت من كيانات ورؤوس أموال ضخمة، مكنه من الفوز دوما، حتى جماهيره باتت لا تتقبل الخسارة، وعلى مضض تعزو الخسارة لأسباب خارجية؟!.
حتى الإدارة الحمراء لا تعترف بقوة المنافسين وتميزهم، ولا بضعف المردود الأحمر على نحو يثير العجب من حالة الإنكار التى تلازم الإدارة التى تعانى صدمة الخروج خالية الوفاض فى عام أخير من بطولة محلية أو قارية؟!.
خيلاء الأهلى، كبير الأندية المصرية والعربية ونادى القرن وثالث العالم، ومنافس «ريال مدريد» على الأكثر تتويجا، وترجمة هذه المكانة أرقاما تفقأ الأعين المفتحة على النسر الأحمر فى قمة شاهقة، خلفت يقينا «مظلومية» مزمنة تعانى منها بعض الفرق المنافسة، تُترجم لكراهية تعتمل فى النفوس!!
هل الكراهية الطافحة فى الفضاء الإلكترونى تعبر عن مكنون جماهيرى، تصك آذاننا صيحات أقرب لصرخات، هستيريا فى المدرجات أم هى «حملة كراهية» مخططة ومدعومة لإحباط الأهلى وتعويقه عن إدراك الفوز والبطولات (كما يروج بعض المرجفين).
بلغت الكراهية حد الاجتهاد فى حرمان الأهلى من المشاركة فى دورى أبطال إفريقيا.. معلوم فى الوسط الكروى بعضهم يعمى، من العمى الحيثى، ولا ترى الفانلة الحمراء، أو نسر الأهلى محلقا!.
تعددت الأسباب: ما هو واقعى، وما هو خيالى، وما هو حقيقى، وما هو مصطنع، وما هو شخصى.. فى شخوص تكره الأهلى أكثر مما تحب أنديتها، وتشجع كل الفرق التى تواجه الأهلى، محليا وإفريقيا ودوليا، مُنى عينيها الأهلى يخسر وتتحرق قلوب جماهيره.. فى قلوبهم نار.
الكراهية طفحت على الحوائط الفيسبوكية، تجسدت «شماتة»، بلغت حد تمنى أذية لاعبيه فى الالتحامات والكرات المشتركة.. «مستشفى الأهلى.. كامل العدد» تعبير عن حالة الفريق التى لا تسر حبيبا، وتبهج كارها.
مجددا، ونشدد.. إياكم و«حديث المؤامرة»، وأربأ بإدارة الأهلى عن حكى «المظلومية»، علينا مواجهة الحقيقة المُرة، منسوب الكراهية للأهلى فى ارتفاع لافت، وصور الكراهية متجسدة، وهذا يتطلب «كونسلتو» من حكماء «الجزيرة الحمراء» لتدارس أسباب الكراهية، وكيفية خفض منسوبها، ورسم سياسات إعلامية تخفض من حالة الاحتقان التى تترجم كراهية تحيط بالفريق وجماهير فى حِلِّه وترحاله.