بقلم : حمدي رزق
فى حالة الاحتراب الكروى، والاستقطاب الحاد بين جماهير القبيلتين الحمراء والبيضاء، يصح استقدام حكام أجانب لمباراة القمة المقبلة، لا مانع كروى، عادى ويحدث وحدث مرارًا.
أقله الحكام الأجانب سيوفرون أجواء هادئة لقمة ساخنة، بل متوترة، فى ظل ما هو حادث بين القبيلتين البيضاء والحمراء، وحدث أخيرًا فى «قمة كرة السلة» التى أُلغيت، وتورطت أسماء كروية بعينها فى الأزمة، ومتلازمة التسخين التى أصابت بعض المتنفذين فضائيًا، وبشكل عصبى من التعصب المقيت.
القبيلتان عادة ومنذ زمن بعيد، منذ التسعينيات تفضلان الحكام الأجانب، وعلى مضض تقبلان بالحكام المصريين استثناء، وتقبلان من الحكام الأجانب الظلم التحكيمى (إذا حدث)، ولا تهضمان العدل التحكيمى (إذا حدث) من الحكام المصريين، عدل الحكام المصريين إن عدلوا ظلم، وظلم الحكام الأجانب إن أخطأوا عدل.. هكذا جرت العادة الكروية، البعيد سره باتع، برنيطة الخواجة ظل، وزامر الحى لا يُطرب.
أعجب من العجب العجاب من هواة اصطناع الفتن فى الوسط الرياضى، ألف باء كورة مباريات الأهلى والزمالك يقودها حكام أجانب، الجماهير تهضم (الزلط التحكيمى) للخواجة، الكروت الصفراء والحمراء على قلبها زى العسل!.
ما الجديد الذى تضيفه (لجنة مجاهد) إلى هكذا وضعية؟، هى لجنة مؤقتة لتسيير الأعمال وليس لتعقيد الأوضاع، الأوفق حكام أجانب لأن المشرحة الكروية مش ناقصة فتنة، الكرة المصرية حبلى بالفتن ما ظهر منها وما بطن، والعاملون عليها كثر.
القبيلة البيضاء من حقها أن تطالب بحكام أجانب، تتربع على القمة مؤقتًا، وترغب فى تعويض متوالية خسارتها الفادحة فى عام مضى، وتخشى مقلبًا تحكيميًا يزيد من جراحها.
والثابت أن لديها مظلومية تاريخية، وميراثًا من (الظلم التحكيمى) تستبطنه، منذ أيام حسن شحاتة، وقمة (العدل التحكيمى) المحلى تراه ظلمًا بيِّنًا، ولكنها تمتثل للحكام الأجانب، أقله تدخل المباراة دون أثقال تحكيمية إضافية.
القبيلة الحمراء تفضل الحكام الأجانب أيضًا، ولكن فى الخفاء، لا تُظهر اعتراضًا أو امتعاضًا، لأسباب مبدئية، براء من الإحساس بالظلم، وليست لديها مظلومية تاريخية، لا تحمل أثقالًا تحكيمية ماضوية.
ولطالما اللائحة تسمح، والزمالك طالب بحكام أجانب، وهيدفع الفاتورة، ليست هناك مشكلة، أقله سندخل المباراة بدون إشكاليات تحكيمية مسبقة، وظنون.
فإذا تعذر استقدام الحكام الأجانب لأسباب وبائية، نفكر خارج الصندوق مرة، لِمَ لا يقود القمة طاقم حكام إفريقى مشهود له بالكفاءة، ولا أظن لجنة الحكام فى الاتحاد الإفريقى ستتأخر عن تلبية الطلب، فرصة وسنحت لتعميق التوجه الإفريقى رياضيًا (وله مردود سياسى مؤكد).. مجرد اقتراح وإسهام فى حلحلة القمة بدلًا من تأجيلها وإرباك مواقيت الدورى والمنتخبات.
خلاصته، الحكومة خارج المستطيل الأخضر، تتفرج من المدرجات، ولم تطلب حكامًا مصريين ولا أجانب، خرَّجوا الحكومة والأمن من القمة، وبصراحة البلد مش ناقصة صداع كروى، البلد فيها اللى مكفِّيها، الأجندة الوطنية ليس فيها موضع لقدم، مزدحمة للغاية، والأعصاب مرهَقة، بلاها عصبية كروية، وإذا كان المُسكِّن للصداع هو الحكام الأجانب، وماله أجانب أجانب (أو أفارقة)، ليست خطِيّة أو قضية