بقلم : حمدي رزق
يقال رَجُلٌ أفَّاقٌ وهو الضّارِبُ فِى الآفَاقِ مُكْتَسِبًا، وهو من لا ينتَسب إلى وطن، وهو من لا يثبت على رأى واحد، مختلّ الذِّمة، كذّاب، أما الفوريجى فمشتق من «الفورمجى»، وهى كلمة إنجليزية معناها الرجل الذى يصب الأشكال فى القوالب، والفوريجى يستطيع صب الكلام الكاذب فى قوالب قابلة للتصديق.
بحكم المهنة ومتابعة الأفَّاقين والفوريجية فى قنوات رابعة التركية، لاحظت ظهورا مكثفا للفوريجى على قنوات النصابين، يستضيفونه عبر الفضاء الإلكترونى من منه فى إسبانيا، ويسألونه كخبير فى الشؤون المصرية، وكيف يمكن تثوير القواعد، وخلخلة الأمن، ومواجهة الجيش، وفى كل ظهور ينتعش خيلاء، ويغشاه الكذب، ويتخرص على رجالات الوطن، يقول الفوريجى القذر، النصاب الدولى، آكل أموال اليتامى من أسرته، «اللى ميخرجش من داره يستاهل ضرب الشبشب من مراته».
تخيل هذا القذر يتحدث عن رجالات المصريين هكذا حديثا بذيئا، فعلا إن طلع العيب من أهل العيب، السكوت على تخرصات «الفوريجى» أغراه بالمزيد، ويغرى «المؤلفة قلوبهم» على ركوب الموجة ونهش سمعة رجال الشعب المصرى، بعد أن استباحوا عرض نسائه الكمل الشريفات الفضليات، عرض عظيمات مصر مستباح على قنوات العهر التركية. الفوريجى قائد رهط الأفاقين عاد من اعتزاله بأمر سيده الإخوانى، ليمارس الخيانة علانية، الفوريجى يرسم نفسه معارضًا أشوس من منه الإسبانى، ويستعرض لوذعياته وخزعبلاته وهناك من يتمايل طربًا فى جلسات التحشيش من أثر الدخان الأزرق، وقول يا سيدى، إشجينى، قول كمان، وتبين أسنانه الزرقاء كذئب برى يلتمظ لقطعة من لحم الكتوف. استهداف الدولة المصرية ليس خافيًا، ولكن المخفى عن الطيبين هو حجم المؤامرة، ظهورات الفوريجى تشى بما هو خاف، جبل الثلج لا يزال تحت الماء المتجمد، عملية تذويب الثلج وتحريك جبل المؤامرة مجددا.
ظهورات الفوريجى الفاجر نموذج ومثال، الألسنة الإخوانية طالت واستطالت بفاحش القول، الخلط والتخليط نعم لا يخيل على عاقل، والتعويل على ذكاء البسطاء يلزمه رفع منسوب الوعى، صحيح الشعب واع لمخططات الإخوان والتابعين ولكن ظاهرة الاجتراء على الشعب المصرى ظاهرة خبيثة، ولبانة فى الأفواه، التى تعقد ألسنتنا الدهشة من فرط الاستباحة.
الشارع غاضب جدا من إهانات الفوريجى النصاب، الذى يستقوى بالخارج فى مشهد حزين، العملاء يتباهون بالعمالة والخيانة، الخونة ينسلون من بين الصفوف، الطابور الخامس ينشط مجددا بكمية مريعة من الشائعات، مستهدف فتن الطيبين من حول رئيسهم. اليوم تنشيط الخلايا الإخوانية النائمة، يجولون فى الشوارع وعلى المقاهى وفى الميكروباصات ببضاعة الإفك والبهتان، يستهدفون زرع البلبلة والاضطراب فى الصف الوطنى، تثبيط الروح المعنوية، ضرب المناعة الشعبية، استباحة الثوابت الوطنية، إلقاء كميات من التراب على المنجز الوطنى، إهالة جبال من الشائعات تسد عين الحقيقة عن الرؤية الوطنية، ولكن عناية الله جندى، هذا شعب يعرف رئيسه وشعبه جيدا، من بين الصلب والترائب.