بقلم : حمدي رزق
جمل الحمول الصعايب تلب.. لا يوم كل
صايم عن الزاد لا اضمضم.. ولا يوم كل
جابوا المحاوير صلب على زنوده.. وشلوه شل
اترجت الأرض من تقل حمله.. ولا يوم كل.
(تلب يعنى صلب، اضمضم- لم يشك / المحاوير- مسامير الكى) - من الشعر الشعبى الفلكلورى.
وقال «السيسى»، فى الإسكندرية يوم السبت: «إحنا جبنا معدات تكفى إننا نزيل الأمر ده- يقصد مخالفات البناء- ولو الناس مش عاجبها تبقى تستفتى على إننا نسيب المكان ونمشى».
إخوانى عقور على قناة «معادية» مسك فى الكلمة كالعضمة وسن سنانه، وهات يا تلقيح، تلقيح الجتت من طبائع الإخوان.
جَاهِلٌ جَهُول ابْنُ أَبِى جَهِل، يجهل أن ما بين السيسى والشعب علاقة مصير، لا شقاق يعتريها ولا تغيير، السيسى ليس رئيسًا للشعب، بل ابن للشعب، حمل الأمانة طائِعًا نزولاً على رغبة شعب، اخْتَارَهُ، وناداه باسمه، وخرج بالملايين ينتخبه، انتخب ابنًا من أبناء القوات المسلحة المصرية مؤتمنًا على الأمانة، متوسمًا الصلاح، مستشرفًا الأمن والأمان والاستقرار بعد سنوات عجاف، مرت كدهر على العباد، وهم فى خوف وخشية حذر الفتنة.
حملوها لقائد برهن على إخلاصه للقسم، واحترامه للشعب، وجبر خواطر البسطاء الطيبين، رجل يبكى خشية من حسابه سبحانه وتعالى يوم الحساب، ولا يرهن قراره لضغط شخص أو جماعة أو دولة، ولا يبحث عن مجد شخصى، ولا يغامر ولا يقامر بمصالح الوطن.. ولا يبغى إلا رضاء هذا الشعب طيب الأعراق.
امتنان السيسى للشعب نموذج ومثال، وتقبيل رؤوس الأمهات فضل، وَلاَ يَعْرِف الْفَضْلَ لِأَهْلِ الْفَضْلِ إلَّا ذَوُو فَضْل. السيسى ليس رئيسًا لمصر كما تعرفه الأدبيات السياسية، ولكنه مثل ابن لكل أم، وأخ لكل شاب، وصديق لكل محب لهذا الوطن، وشعاره الأثير، هذا الشعب لم يجد من يحنو عليه، لذا تراه عطوفًا حانيًا تلوّن وجهه مسحة رضا، رضا بالمقسوم، ورضا بالقدر، ورضا بما أفاء الله عليه من حب البسطاء، من يحبه ربه يحبّب فيه خلقه، وعلى قدر محبة الملايين، يكرهه فحسب الملاعين شذاذ الآفاق مِن «عبيد المرشد»، وهؤلاء إذا ما كرهوا فجروا، أَلَدُّ الْخِصَامِ، وهم يكرهون كل ما هو مصرى حتى تمثال رمسيس.
وإن ضاق صدره لحظة من جراء فعل عشوائى أو تصرف معيب أو عدم اكتراث يكلف كثيرًا على ما نحن فيه من محن، فى الأخير السيسى جمل الحمول، شايل فوق طاقته، شايل شيلة ثقيلة على ظهره، ولم يشكو إلا لخالقه (راجع أعلاه شعرا)، يرنو إلى السماء طالبًا المدد، وإلى شعبه طالبًا العون، ويأخذ بالأسباب التى تذهب بمصر إلى غد أفضل.
ربما لم تتجمع فى سماء المحروسة سحب داكنة مثل ما تجمعت فى ولاية السيسى، سبحانه يقدر الأقدار، جاء على قدر، فتحمله صابرًا، محتسبًا، ويجتهد، معلوم، المرء ليس بصادقٍ فى قوله حتى يؤيد قوله بفعله، والسيسى بشهادة البعيد قبل القريب، وخلال ست سنوات مضت، يصدق القول الفعل، ويتعامل بشرف، قولًا واحدًا وعلى لسانه «نحن نتعامل بشرف فى زمن مفيش فيه شرف».. خلاصته الرجل الصالح يرسم دائرة من حوله ويحمى من فيها..