بقلم - حمدي رزق
من مأثورات «عبد العظيم فنجان» قوله: «كانت تمطر ريشًا عندما رقصتِ فى آخر مرة لأنك تحولتِ من فرط الغبطة إلى حمامة وطرتِ..».
من تجليات الأزمة الاقتصادية الناجمة عن الحرب الأوكرانية، بروز تيار اقتصادى مصرى لافت عالميا، ينتهج العقلانية الاستهلاكية، ويفتكس حلولا سحرية للمشاكل اليومية المتخلفة عن الحرب.
أحدث التجليات الاقتصادية بعد نظرية «البيض بالبسطرمة» التى لفت العالم الافتراضى، صدرت عن مرجع اقتصادى مصرى أريب، نظرية عجائبية تسمى نظرية «الحمام بالفريك»، وتقوم على فكرة شعبوية «أنا زى الفريك محبش شريك»!!.
نظرية جاوزت «النظرية الكنزية» فى الاقتصاد لصاحبها الاقتصادى البريطانى «جون مينارد كينز»، المعروفة بنظرية «الدخل المطلق»، وترى أن مستوى الدخل المطلق هو العامل الأساسى الذى يحدد حجم الإنفاق الاستهلاكى للفرد، سواء فى حالة البيض الأورجانيك، أو الحمام الزغاليل!!.
نظرية «الحمام بالفريك» لصاحبها الاقتصادى المصرى «حسين أبو صدام» تستهدف الحد من استهلاك الفريك، سيما وأن أزمة الفريك العالمية تلقى بظلالها على الاقتصاديات الناشئة، وهى اقتصاديات تتعاطى الحمام بالفريك، والبط بالفريك، والوز بالفريك، ما يشكل اختلالا فى المعادلات الاقتصادية ويدفع العالم نحو الأزمة الفريكية العظمى.
سعر صاع الفريك الخام كسر سقف العشرة جنيهات فى أسواق المنوفية، وأزمة الفريك تقلق المؤسسات الاقتصادية العالمية، ويتوفر عليها صندوق النقد والبنك الدولى، لقياس تأثيرات نقص الفريك على مستوى التضخم العالمى، وخطورة استهلاك الاحتياطى الاستراتيجى من الفريك فى بلاد تأكل الزغاليل.
معلومات تتحدث عن اجتماع أممى سيحضره نقيب الفلاحين المصرى «حسين أبو صدام» صاحب نظرية «تداعيات حشو الحمام بالفريك فى زمن الحرب» لإلقاء محاضرة على جمع من الخبراء الدوليين، بغية البحث عن حلول واقعية لأزمة الفريك العالمية فى سياق التجربة المصرية فى ترشيد استهلاك الفريك (شويًا أو حشوًا).
كلامه فى الشتاء فاكهة، ومنطوقه فلسفى اقتصادى متطور، أبو صدام لفت العالم، ولقى استحسانا من خبراء البنك الدولى، وجار تعميم تجربة الحمام بالفريك فى شرق جبال الأوراس!.
«أبو صدام» ليس فلاحا عاديا، ولكن نقيب استثنائى، يفكرك بالأروبة الفرنسية «مارى أنطوانيت» صاحبة المسكوكة التاريخية «إذا لم يجدوا الخبز، فليأكلوا البسكويت».
يقال والله أعلم، وعلى طريقة تفاحة العم نيوتن، أبو صدام كان منفعلا بالحرب الأوكرانية، وحانقا على بوتين، وعاد إلى بيته بعد طلعة تليفزيونية قاهرية، مهموما منهكا حزينا من أثر الحرب، مدد رجليه وفرد طوله على الكنبة فى الصالون، ومن تعبه أخذته سِنة من النوم، فصعد لأعلى، فوق السطوح، فطاف ببرج الحمام، فطارت حمامة لأعلى، تهدل وتضرب بجناحيها، والزغاليل القرع فى العش تصفر «بلاش حمام بالفريك»، فصحا من نومه على التليفزيون عدل، وألقى بمنامه على جمهرة المشاهدين، فخرجوا فى مظاهرة إلكترونية حاشدة، بلاش حمام بالفريك.
الأمر جد خطير، الأزمة الاقتصادية ضاغطة على أنفاس أبو صدام، طابقة على قفصه الصدرى، ومعلومات يقينية مرشح بقوة لجائزة نوبل فى الاقتصاد، فقط أخشى اسمه يكون محل تردد من لجنة الجائزة!!.