توقيت القاهرة المحلي 06:10:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حاطط رِجْل على رِجْل!!

  مصر اليوم -

حاطط رِجْل على رِجْل

بقلم - حمدي رزق

توقفت ملِيًّا أمام تعبير الرئيس السيسى فى مراجعته لمشروع مستقبل مصر الزراعى (أمس).قال الرئيس بعفوية: «إوعى تحط رِجل على رِجل وتتكلم وانت ماتعرفش الموضوع.. الناس بتسمعك والكلام بيكون مرتب كويس.. إنت كده ظلمت نفسك وظلمت الكلام.. لأن الناس تفتكر ان كلامك ده حقيقى».

فيما معناه، وهذا محض ترجمة شخصية، فارق بين مَن يحفر بأظافره الصخر فى قلب الصحراء الصفراء، يُعمّرها ويرويها ويُخضِّرها، يزرع فيها أشجار الأمل، فإذا ارتوت اهتزّت وَرَبَتْ وآتَتْ أُكُلَهَا، وبين مَن يسترخى مُستنيمًا على شواطئ الراحة، ينقش على سطح الماء أحلامًا برّاقة، ويُجسدها قصورًا من رمال يُطيح بها الموج.

مشروع مستقبل مصر الزراعى بدلتاه الجديدة برهان على ما ذهبنا إليه من التفرقة بين هذا وذاك هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا: رجال صدَقوا، يزرعون الصحراوات بالحلم الأخضر، وفى إخلاص وعزيمة، ونسب تنفيذ باليوم وعلى مدار الساعة وفق توقيتات موقوتة، فى سباق مع الزمان، ومَن يتلذّذ بحديث مخاتل، يمضغه كعلكة (لبانة) يتشدق بها فصاحة، ويُنظِّر من التنظير غير المُكلِّف، ما يسمونه «حديث الأولويات»!!.

يصح حوار حديث الأولويات، وله حيثياته، وجهات نظر مقبولة فى سياق تلاقح الأفكار، ولكن أليس مشروع الدلتا الحديدة، الذى تكلف مليارات كأكبر مشروع زراعى مصرى فى العصر الحديث، يدخل فى قائمة الأولويات، أليس استصلاح ملايين الفدادين بغية توفير نسب مُقدَّرة من الاكتفاء الذاتى من فقه الأولويات، أليست مضاعفة المعمور من المساحة المصرية من ٦٪ إلى ١٤.٥٪ من الأولويات، أليس مشروع المليون ونصف المليون فدان، وإحياء مشروع توشكى من الأولويات؟!.

وتحديث مصانع المحلة الكبرى وكفر الدوار والدلتا للصلب ومجمع مصانع الفوسفات ومجمع مصانع الرخام فى باب الأولويات

مَن ذا الذى يضع الأولويات وماهية الأولويات؟. إن الأولويات تشابهت علينا، هل تحديث سكك حديد مصر، ومد شبكة سكك حديدية حديثة، هل تحديث الطرق والمحاور وفتح رئات (جمع رِئة) لتتنفس القاهرة وعواصم المحافظات، وإتاحة سكن آدمى «حياة كريمة» من الأولويات؟.

وهلم جرا، والنموذج مشروع مستقبل مصر الزراعى، هل يُمارى مُنظِّرو الأولويات فى أولوية هذا المشروع العملاق لكفاية المصريين من الغذاء، والتصدير؟.

سيُفاجئك مُنظِّرو الأولويات بثنائية للتعليم والصحة، وهذا حق، ولكن هل ما يجرى فى قطاع التعليم وهو ما يشبه الثورة التعليمية (تحديثًا) وما يشهده قطاع الصحة من مخصصات، ومشروع التأمين الصحى خافٍ على المتحدثين بالأولويات؟!.

العِند السياسى يُولِّد الكفر بالمنجزات، التى تتحدث عنها تقارير المنظمات الدولية، التى يستند إليها هؤلاء فى تدبيج حيثيات حديث الأولويات.

لا نُشكِّك فى إخلاص المخلصين وطنيًّا، ولكن بعض الموضوعية، الواقعية فى التنظير، الأوفر على المعلوماتية اللازمة للمصداقية مستوجب.

شَغل الفضاء الوطنى بحديث الأولويات، وكأن ما يجرى وقائعه على الأرض يخاصم الأولويات، لا يستقيم منهجيًّا ولا علميًّا، ظلمٌ بَيِّنٌ. بعض الإنصاف، فالحفر فى صخور الجبال يحتاج تضافر الجهود، وحفز الهمم، وعَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتى العَزائِمُ، وَتَأتى عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ، وربنا يكرمنا ونعدِّى الصعب ونفوت على الصحراء تخْضَرّ.. قادر يا كريم

 

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حاطط رِجْل على رِجْل حاطط رِجْل على رِجْل



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon