توقيت القاهرة المحلي 19:41:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خطاب رئيس المخابرات!

  مصر اليوم -

خطاب رئيس المخابرات

بقلم - حمدي رزق

الموضوع أكبر من مقتل الباحث الإيطالى جوليو ريجينى فى القاهرة، مَن ذا الذى يضطلع بتزوير خطاب منسوب إلى رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية وموجَّه إلى رئيس جهاز المخابرات الحربية والاستطلاع فى مصر مؤرَّخ بتاريخ 30 يناير 2016، ومدوَّن به ما يفيد إلقاء أجهزة الأمن المصرية القبض على المجنى عليه جوليو ريجينى قبل وفاته!.

حسناً أعلن النائب العام المصرى، وفى بيان، وبعد تحقيقات عاجلة (لم تستغرق سوى 72 ساعة) عدم صحة الخطاب شكلاً ومضموناً، وأنه مزوَّر بطريق الاصطناع الكُلِّى، وأحاطت النيابة العامة المصرية نظيرتها الإيطالية على الفور بنتائج التحقيق فى إطار استمرار التعاون بين الطرفين.

والسؤال: هل هذا طبيعى؟، هل هذا عادى؟، أليس هذا الخطاب الذى يحتال على اسم جهازين استخباريين مصريين بالاختلاق من فعل أجهزة استخباراتية عتيدة معادية تروم إلقاء جثة ريجينى على عتبة القاهرة؟، وهل يمكن فصل هذا الخطاب المزوَّر عن مسلسل توريط القاهرة فى هذه الجريمة القذرة، ومن أول لحظة حتى بيان النائب العام الأخير.

للذكرى الحزينة كان الاتهام جاهزاً، ومن أول لحظة على اكتشاف جثة ريجينى، وتمت كتابته بأيادٍ مصرية ملوَّثة، وعلى لافتات حملها نفرٌ من المجرمين فى حق وطنهم، وتوالت حلقات الاتهام عاتيةً فى صفحات ومواقع وفضائيات إخوانية عقورة تُمسك بخناق القاهرة وتتأبَّط شراً وتروم انتقاماً.

مثل هذا الخطاب لا يحرِّره ولا يَمْهَرُه بالتوقيعات ولا يمتِّنه بالأختام (جميعاً تأَّكد تزويرها بحسب تحقيقات النيابة) إلا جهازُ مخابراتٍ «عدوٌّ» قادرٌ على إيصال خطاب مزوَّر إلى السلطات الإيطالية ليقيم به دليلاً مزوراً على تورط الأجهزة الأمنية المصرية فى قتل المغدور ريجينى.

التعاون القضائى الوثيق بين القاهرة وروما يقيناً قطع الطريق على محاولات عقورة لتلفيق تهمة قذرة بحق القاهرة، والثقة التى باتت عليها علاقة سلطات التحقيق القضائية فى البلدين تُزيح ركام الأكاذيب والشائعات المصنوعة فى أقبية استخباراتية دولية، وتقرِّبها من كشف المتهم الحقيقى فى هذه الجريمة القذرة.

بيان النائب العام كاشفٌ لأمور عدة خطيرة، هناك من ينفذ مخططاً قذراً لتوريط القاهرة فى الجريمة بكل الأساليب الاستخباراتية القذرة، هذا الخطاب ليس من صنع عقور مهووس موتور، مَن ذا الذى لديه بأسُ تزوير خطاب بين المخابرات العامة والمخابرات الحربية، وسبل دولية لإيصاله إلى السفارة الإيطالية فى العاصمة السويسرية «برن» ليأخذ طريقه إلى السلطات الإيطالية، هل الطرق سالكة هكذا؟!.

هناك من يرقب التحقيقات عن كثب، ويشتت المحققين، ويعقِّد الجريمة المعقَّدة أصلاً بفعل فاعل، عجباً، ما إن يتم تفنيد دليل هناك من يلاحق التحقيقات بأدلة مزيفة تزييفاً ما يتطلب وقتاً أطول للتحقق، هناك من لا يريد لهذه القضية أن تنتهى بل يُمدِّد حبالها ويَرْفِدها كل حين بما يطيل أمدها، ويتعمَّد التخليط بما يحرف التحقيقات التى باتت تركز أخيراً على «لندن»، وتحديداً جامعة «كامبريدج» التى ماطلت طويلاً قبل أن تسمح أخيراً للسلطات الإيطالية بالاطلاع على مرجعيات ريجينى الأكاديمية، واستجواب المشرفة على بحثه الذى كان محله المختار «القاهرة». بالمناسبة هى الدكتورة «مها»، كريمة الكاتب الناصرى الكبير محفوظ عبدالرحمن!.

نقلا عن المصري اليوم القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطاب رئيس المخابرات خطاب رئيس المخابرات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon