توقيت القاهرة المحلي 13:35:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

آثِـمٌ قَلْبُـهُ!

  مصر اليوم -

آثِـمٌ قَلْبُـهُ

بقلم - حمدي رزق

صمت فضيلة الإمام الأكبر الدكتور الطيب أحمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر، عن الانتخابات صمتاً حميداً يحمد لفضيلته، كما أن حظر وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة حديث السياسة فى المساجد جميعاً يحمد لفضيلته، وتحذيراته العلنية للأئمة ألا يتورطوا فى الخطاب السياسى الانتخابى من قبيل إبعاد رجال الدين عن وحل السياسة، وكانوا قبلاً يتحزبون.

هذا ما نرجوه، يستوجب ابتعاد المؤسسات الدينية عن الانتخابات الرئاسية بمسافة، الانتخابات فيها ما يكفيها من صراعات سياسية، والمؤسسات الدينية لطالما تورطت قبلاً فى الحكى السياسى، ونالها ما نالها من تلويم بلغ حد الإشانة والتقبيح، وهى أطهر من هذا التترى فى الوحل السياسى.

وأستميح فضيلة المفتى الدكتور محمد شوقى علام قولاً، مسؤولية حشد الناخبين يا مولانا يقيناً تخرج عن مهمة دار الإفتاء، ولا يستحب أن يتطوع فضيلته والتابعون بالفتيا فى الشؤون الانتخابية، ولم أستحب وكثيرون من فضيلته التطوع بتأثيم المقاطعين أو المتقاعسين.

هذا أمر ينظمه القانون ويعاقب على عدم الإدلاء بالأصوات بالغرامة، حتى هذا من قبيل الجبر القانونى الذى ربما يستنكفه البعض باعتبار المقاطعة فعلاً سلبياً مقابل فعل إيجابى، وشخصياً أستنكفه سياسياً، سلوك فى منتهى السلبية، مثل التولى عند الزحف، كيف نغير إذا فرّطنا فى حقنا فى التغيير؟!.

التأثيم (آثِـمٌ قَلْبُـهُ) الذى أعلنه فضيلة المفتى توصيفاً للمقاطعين، لا يستقيم مع مبدئية الفصل بين الدين والدولة، وليس من قبيل الحكمة أن يتورط فضيلة المفتى فى الانتخابات تأثيماً حتى فى هامش حفز المواطنين على الإدلاء بالأصوات، مال فضيلة المفتى بالتصويت والامتناع السلبى، لما يدخل المفتى نفسه فى صراعات السياسة، ويستجلب لعمامته ما لا نرتضيه من تفلتات البعض فيسبوكياً. فضيلة المفتى ابق بعيداً فى دارك، فالسياسة فن الكذب، وما عهدتكم إلا صادقاً وإن كذّبك الإخوان والتابعون.

أقول قولى هذا من أرضية معرفية بمفتى الديار المصرية، أعرف فضيلته جيداً، ولذا أرجوه ألا يستجيب لأسئلة من نوعية ما حكم الشرع فيمن يقاطع الانتخابات، أو يتقاعس تصويتاً، من يبيع ويشترى التوكيلات والأصوات، ومن يفعل كذا وكذا، وكلها من تصرفات سياسية محكومة باعتبارات مصلحية، خلّوا بين الدين والسياسة.. أَعْطُوا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلّهِ لِلّهِ.

يوم قريب استحل الإخوان والسلفيون الدين، اتخذوه بضاعة يجولون بها على الناس، واهتبلوا خلقاً كثيراً بأن أصواتهم فى صناديق الأخوة قربى إلى الله، وسموا الانتخابات غزوة، وطاحوا فى الشوارع يؤثمون الناس، ويغرونهم بالسكر والزيت واللحوم، والرشاوى كانت تتم تحت لافتات تحمل الآيات الكريمات، وما استحرموا الأمر، ولا استقبحوا أن يتخذوا من الآيات سبيلاً إلى جمع الأصوات، وشاء ربك أن يسقطوا فى شر أعمالهم، ويزول سلطانهم.

خلاصته: إقبال المواطنين على صناديق الانتخابات وليد قناعات شخصية، والمصلحة المباشرة هى التى تحرك المواطن إلى الصندوق، والمواطن حر فيما يراه صالحاً، وحزب الكنبة ما تحرك إلا بعدما استشعر خطراً يهدد الوطن، وما تحرك لفتاوى أو لرشاوى. دع الخلق للخالق يا مولانا. السياسة مستنقعات تلوث الثياب الطاهرة.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آثِـمٌ قَلْبُـهُ آثِـمٌ قَلْبُـهُ



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon