توقيت القاهرة المحلي 16:08:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف تعتمرون وبينكم جائعون؟!

  مصر اليوم -

كيف تعتمرون وبينكم جائعون

بقلم - حمدي رزق

تلقيت فتوى فى رسالة معتبرة من فضيلة الدكتور محمد شوقى علام، مفتى الديار المصرية، يثمّن دعوتى لتوجيه نفقات حج النافلة والعمرة الثانية إلى ما ينفع الفقراء فى هذا البلد الطيب.

وكنت قد طلبت من فضيلته أن يفتى فى الأمر، فلم يخيب ظناً، بل سبق بفتوى أرسلها للنشر ليعلم الكافة حكم الشرع فيما ذهبنا إليه من حكم الاستطاعة المجتمعية فى ظل أزمة اقتصادية خانقة أو كما يقولون فى السنوات العجاف التى يرزح تحت أعبائها ملايين المصريين.

وهنا رسالة فضيلة المفتى التى تحمل فتواه الطيبة، لعل وعسى تصل إلى القلوب وتنفتح عليها العقول ويقف منها الموسرون موقفاً كريماً يكفون فيه الفقراء ذل السؤال.

يقول فضيلة المفتى: دعنى أعبر لكم عن سعادتى لقراءة مقالكم فى «المصرى اليوم»: «نفسى أزورك يا نبى وأقول مدد». ولقد كُنتم فيه من البراعة كما تعودنا منكم، ومشاعركم تجاه القضايا المجتمعية كانت بارزة فى هذا المقال القيم، وأفيدكم بأن دار الإفتاء قد أصدرت فتوى فيما تتجهون إليه، حرصاً منها على إبراز العلاقة الوطيدة بين فهم النص الشرعى ومعالجة قضايا المجتمع، وهذا هو رابط الفتوى ليطلع عليه عموم المسلمين.

http://www.dar-alifta.gov.eg/ar/ViewFatwa.aspx?sec=fatwa&ID=13246

الفتوى رداً على سؤال: هل مساعدة الفقراء أَولى من نافلة الحج؟ وما هو الأفضل بالنسبة للأغنياء: هل هو حج التطوع وعمرة التطوع، أو كفاية الفقراء والمساكين والمحتاجين وعلاج المرضى وسد ديون الغارمين وغير ذلك من وجوه تفريج كرب الناس وتخفيف آلامهم وسد حاجاتهم، وذلك فى ظل ما يعيشه المسلمون من ظروف اقتصادية صعبة؟

والإجابة من فضيلته نصاً:

فى هذا العصر الذى كثرت فيه الفاقات واشتدت الحاجات وضعف فيها اقتصاد كثير من البلاد الإسلامية نفتى بأن كفاية الفقراء والمحتاجين وعلاج المرضى وسد ديون الغارمين وغيرها من وجوه تفريج كرب الناس وسد حاجاتهم مقدَّمة على نافلة الحج والعمرة بلا خلاف، وأكثر ثوابًا منها، وأقرب قبولًا عند الله تعالى.

وهذا هو الذى دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، واتفق عليه علماء الأمة ومذاهبها المتبوعة، وأنه يجب على أغنياء المسلمين القيام بفرض كفاية دفع الفاقات عن أصحاب الحاجات، والاشتغال بذلك مقدَّم قطعًا على الاشتغال بنافلة الحج والعمرة، والقائم بفرض الكفاية أكثر ثوابًا من القائم بفرض العين، لأنه ساعٍ فى رفع الإثم عن جميع الأمة.

بل نص جماعة من الفقهاء على أنه إذا تعينت المواساةُ فى حالة المجاعة وازدياد الحاجة على مريد حج الفريضة فإنه يجب عليه تقديمها على الحج، للاتفاق على وجوب المواساة حينئذٍ على الفور، بخلاف الحج الذى اختلف فى كونه واجبًا على الفور أو التراخى.

ولا يجوز للواجدين إهمالُ المعوزين تحت مبرر الإكثار من النوافل والطاعات، فإنه لا يجوز ترك الواجبات لتحصيل المستحبات، ولا يسوغ التشاغل بالعبادات القاصرة ذات النفع الخاص، وبذل الأوقات والأموال فيها، على حساب القيام بالعبادات المتعدية ذات المصلحة العامة، وعلى مريد التطوع بالحج والعمرة السعى فى بذل ماله فى كفاية الفقراء، وسد حاجات المساكين، وقضاء ديون الغارمين، قبل بذله فى تطوع العبادات، كما أن تقديم سد حاجات المحتاجين وإعطاء المعوزين على التطوع بالحج أو العمرة ينيل فاعلها ثواب الأمرين معًا.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف تعتمرون وبينكم جائعون كيف تعتمرون وبينكم جائعون



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 00:24 2023 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يهدد بتصعيد أزمة الشحات والشيبي للفيفا

GMT 06:06 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

شاومي تعلن عن حدث في نيويورك بداية الشهر القادم

GMT 23:00 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الشاعِرة سندس القيسي تُصدِر كتابها الشعري الثاني

GMT 03:05 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أسعار الخضراوات في الأسواق المصرية الجمعة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon