توقيت القاهرة المحلي 23:50:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يوم زأرت الأسود

  مصر اليوم -

يوم زأرت الأسود

بقلم : حمدي رزق

هُوَ أَوَّلٌ وَهِى المَحَلُّ الثانى

فَإِذا هُما اِجتَمَعا لِنَفسٍ مِرَّةٍ

بَلَغَت مِنَ العَلياءِ كُلَّ مَكانِ(المتنبى).

تخيل من الخيال، ضابط مصرى، يادوب معين وزير دفاع، والنجوم والسيوف تلمع على كتفيه، ويجلس فى الصف الأول ترمقه العيون بافتخار يعجب الشطار، ويحتفى به حفاوة أينما حل، وينزل فى القوم كريم منزل، وله العتبى حتى يرضى، وله ما له من السمع والطاعة فى جيشه، ويلقب بوزير الثورة، وزير دفاع بنكهة الثورة، هكذا كانوا ينافقونه، وأنف نفاقهم الممجوج، ومعروض عليه ذهب الأرض إذا رغب، وعباءة الخلافة محلاة بالقصب على كتفيه، يلبسه إياها مرشد القوم، ويوسدون له حكما، وهذه الأنهار تجرى من تحت قدميه.

فقط يدفع الثمن، ينحاز لجماعة شيطانية اختطفت مصر فى غفلة تاريخية من أهلها، بفعل فاعل أثيم، يمشى بين الناس بنميم، ويلقب بعاصر الليمون، بَرَز الثَعلَبُ يَوماً فى شِعارِ الواعِظينا، يسرح بين الخلائق مبشرا بأنهار من العسل واللبن، لذة للشاربين، ثم ينام ملتاثًا فى فراش العدو، النوم فى فراش المرشد، كانوا يختانون شعبهم فى المضاجع الإخوانية ليلا، ويصبحون مترعين منتشين من خمر الخيانة، وصباحا يرسمون البطولة الثورية على الوجوه.

«النوم مع العدو»، ليس فيلما أمريكيا رائعا فحسب، بل نسخته المصرية هى الأصل، وتتميز بالواقعية الوقحة.

تخيل ضابطا مصريا، اسمه عبدالفتاح السيسى، ضابطا من بين الصلب والترائب فى لحظة تاريخية، والشعب غاضب، وينادى على جيشه أن انتفض، ولا يلوى القائد على شىء، لا على حياته، ولا على أولاده، ولا شىء بالمرة يخشى عليه سوى تلبية النداء، وهو يعلم أن الفشل (لا قدر الله) ينتهى بحياته متهما بأشنع التهم والنعوت والأوصاف، مثل (البطل عرابى) فى سالف الدهور، نموذج ومثال.

أحدثكم عن بطل مصرى لم يكن بين يديه وعد ولا عهد ولا ضمان حياة، يخاطر، ويركب السفينة، والموج عات، والسماء مرعدة، فيها رعد وبرق يصم الآذان وتجفل من هوله القلوب فى الصدور، والأساطيل تحوم حوم الضباع تتلمظ للفريسة الثمينة.

بطل مصرى ينفر لا يهاب، فيضع رأسه على كفه، ويقدمه، والخلصاء من قادة القوات المسلحة والشرطة، قربانا لهذا الشعب الذى لم يجد من ينصفه أو يحنو عليه.

الانحياز للشعب كان ثمنه فادحا، ولو حسبها الشجعان للحظة لغارت شجاعتهم فى قرار أنفسهم، ولكن فى الشعوب الأبية، بين الصفوف المتراصة فى حب الوطن، ويصلون صلاة مودع، بين الصفوف دوما أسود إذا أحست بالخطر يتهدد العرين زأرت، زئير الأسد، فارتجت الغابة، وكل قرد بسديرى راسم نفسه أسدا على الخلايق لزم شجرته، مرعوبا.

معلوم، إذا زأرت الأسود اختبأت الخراف، وزأرت الأسود وفرت الخراف. المرشد تحت نقاب أسود بلون ليلهم المظلم، وكتب للشعب حياة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوم زأرت الأسود يوم زأرت الأسود



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon