بقلم : حمدي رزق
طبيب يداوى الناس وهو مريض، الدكتورة شيرين الجيار، استشارى طب الأطفال بمستشفيات جامعة القاهرة، زوجة الشهيد الدكتور هشام الساكت، وكيل كلية طب قصر العينى، قطعت قول كل خطيب، وجهت رسالة بعلم الوصول لأطباء مصر: «على العهد والقسم مش هنتخلى عن مريض مهما كانت الظروف».أحسنتِ قولاً سيدتى، الدكتور هشام، رحمة الله عليه، ظل يعمل لآخر دقيقة في حياته.. حتى كتب الله له الشهادة.
الدكتورة شيرين تبشرنا: «وأنا هرجع شغلى قريب.. وكثير من زملائنا اللى أصيبوا بعد شفائهم عادوا مرة أخرى لعملهم ومساعدة المرضى بالرغم من كل التحديات والصعاب اللى ممكن نواجهها.. لكن هذا ليس معناه أننا نتخلى عن مريض لأن هذا عهدنا أمام الله».
الله عليكِ يا عظيمة، الحمد لله ليس فينا من يتولى يوم الزحف، والتولى يوم الزحف هو الفرار من الميدان، وهو من السبع الموبقات أو السبع الكبائر المحرمة، المستوجب اجتنابها، وأى حديث عن تولى الأطباء يوم الجائحة قول مكذوب، يمحقه عشرات الآلاف من الأطباء يواجهون ليل نهار الفيروس القاتل، بعزيمة وإيمان وروح استشهادية، صدق من وصفهم بالجيش الأبيض، وهو وصف مصرى خالص يليق بشعب كل مواطن يعيش على أرضه مشروع شهيد.
أقول قولى هذا لأن إخوان الشيطان ينفثون في العقد، ويبخون سمًا، وينشطون إلكترونيًا لتسميم الآبار، الأطباء هم جيش الوطن، ولم يُجرب على جندى مصرى في قلب المعركة أن تمرد، أو ألقى سلاحه، أو قايض على روحه، وأطباء مصر من هذا الصنف الفاخر وطنيًا، إلا من كان ملموسا أو ممسوسا أو في قلبه مرض، الإخوانية الفيروسية مرض عضال، وباء والعياذ بالله تظهر أعراضه في خلايا نايمة تنشط في زمن الجوائح والنوازل والأوبئة.
قوام الجيش الأبيض بخير، ويستاهل كل الخير، وجهودهم مشكورة، صحيح لا شكر على واجب، ولكنهم يقدمون الواجب وزيادة، وفوق الطاقة، فإذا زفروا من قسوة الجائحة ترفقوا بهم، ولا تسلقوهم بألسنة حداد، هذا من فرط التعب والألم، الشغل فوق الطاقة، وهم مفطورون على الفداء، شهداء الجيش الأبيض يستحقون وأسرهم كل الخير، والخير كل الخير فيمن يستبطنون الخير.على قلب رجل واحد، عرق الأطباء لن يضيع هباء، تضحياتهم لن تذهب سدى، وشهداؤهم فوق الرؤوس، في أعلى عليين، شهداء.. شهداء.. شهداء.