بقلم : حمدي رزق
الدكتور عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية، يحذر من تصاعد فى إصابات الموجة الثالثة من فيروس كورونا قبيل رمضان، حرى بوزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة أن يراجع قرار فتح المساجد لصلاة التراويح فى ضوء تحذيرات المستشار عوض، وللأمانة الوزير ضابط إيقاعه على مواقيت لجنة الأزمة الفيروسية بمجلس الوزراء.
الوزير احترازًا قصر التراويح على نصف ساعة، ولكنها كافية لنشر العدوى، الفيروس ينتقل بين الناس فى أجزاء من الثانية، «فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ» (النحل/ ٤٣).
بُحَّ صوت المفتى الدكتور شوقى علام وكبار العلماء فى توكيد جواز صلاة التراويح فى المنزل، خاصة لأصحاب الأعذار، «لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا» (الأحزاب/ ٢١)، كان المصطفى، صلى الله عليه وسلم، يؤديها فى بيته فى ظروف عادية وليست فيروسية!
أخشى أن هناك حالة مُمَالَأَة غير حذرة لأَشْواق الطيبين للتراويح خلافًا للاحترازات الطبية، مستوجب الحذر، الحالة الفيروسية حمراء، والعدوى تنتشر، وإذا دخل الفيروس مسجدًا فسنبتهل ساعتها موقنين بالإجابة: «اللهمَّ يا خفىَّ الألطاف نَجِّنا مما نخاف». ومستحب الدعاء النبوى: «.. وقنى شر ما قضيت»، وقبل وبعد الدعاء يستوجب الحذر طبيًا ومراجعة قرار إتاحة صلاة التراويح توقيا، «وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ» (البقرة/ ١٩٥).
المنحنى الصاعد للفيروس يشبه الكابوس، يُطبق على الأنفاس، وعدم الاكتراث بينة صالحة لتفشى الوباء، ستكلفنا أرواحًا، نفقد أعز الناس تباعًا، تحذيرات الرئيس، ومستشار الرئيس، وإحصاءات وزيرة الصحة، وهلع كبار الأطباء، تقول بالخطورة، وللأسف، وكأنهم جميعًا يؤذنون فى مالطة.
وبعيدًا عن التراويح، الناس فى الشوارع والمواصلات فى وادٍ بعيد، وهل أتاك نبأ الموجة الثالثة؟ سآوِى إِلى جبلٍ يَعْصِمُنِى مِنَ الْوباء، تعوزنا أسباب عدم الاكتراث، استهلاك الكمامات والمطهرات انخفض، حديث الوباء تراجع، والخشية المجتمعية فى أدنى معدلاتها، والحذر غائب تمامًا، عد الكمامات على أنوف الناس؟
وكأنهم يسعون حثيثًا إلى بلوغ الموجة الثالثة، عجبًا.. ألا يكفى ضحايا الموجتين الأولى والثانية؟ حقًا وصدقًا الأعمار بيد الله، وَاللَّهُ رَؤوفٌ بِالْعِبَادِ، لكن اعْقِلْها وتوكل، الموجة الثالثة أشد خطورة، وإذا تفشى الوباء سيكون كارثيًا.
وَاقِعُ الْحَالِ يُغنى عن السؤال، الناس بدون كمامات فى الطرقات، ونازلين جماعات احتفاء، ويتجهزون لإحياء ليالى رمضان، صحيح الحذر لا يمنع قدرًا، ولكن الوقاية خير من التنفس الصناعى، والكمامة خير من ماسك الأكسجين، ولا ينبئك مثل خَبِيرٍ، لا نملك مناعة القطيع بعد رغم التوسع فى التطعيم. يا لغِبْطة الفيروس، كورونا تشكر حسن تعاونكم فى تهيئة المناخ للعدوى.