توقيت القاهرة المحلي 15:27:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بكام المتر فى رأس الحكمة؟!

  مصر اليوم -

بكام المتر فى رأس الحكمة

بقلم - حمدي رزق

وأسفر البعض عن وجه قبيح، وما إن تم توقيع صفقة رأس الحكمة، ارتدى مسوح الحكماء، وطفق ينظر وينظر، وانتهى إلى سؤال لوذعى عويص: بكام المتر فى رأس الحكمة؟!.

وردّ عليه رجل الأعمال «نجيب ساويرس»: «سعر الأرض فى هذه المنطقة أعلى من السعر الذى اشترى به القطاع الخاص المصرى أراضى هناك، إحنا (عائلة ساويرس) عندنا أرض هناك سعر المتر اشتريناه أرخص».. فبهت الذى سأل!!. حديث الاستثمار يسرى، هرمنا، ونسمع من دهاقنة التحاليل الاقتصادية، الاستثمار عصب الاقتصاد، ومناخ الاستثمار، والاستثمار شغل الشطار، وسلخوا وجه الحكومة زمنا وعيروها لأنها عجزت عن جلب وجذب الاستثمارات، بل حمّلوها مسؤولية هروب المستثمرين!!.

وما إن أعلن رئيس الحكومة المهندس «مصطفى مدبولى» الصفقة الاستثمارية حتى انقلبوا على أعقابهم، انقلبوا فكهين، طلبوا الاستثمار ووجدوا صفقة من صنف فاخر، ومع هذا ما شكروا، يحقرون الصفقة حاسدين. ما ولاهم عن قبلتهم الاستثمارية، فى هذا يقال الكثير، ما هو خاص مزعج وما هو عام مؤلم، ظاهرة المنقلبين صحفيا وفضائيا وإلكترونيا تستأهل التوقف والتبين.

لماذا ينقلب البعض بين عشية وضحاها، تعوزنا الأسباب، وتحوطا لا نخوّن أحدا، بلى، ولكن ليطمئن قلبى، هل كانت المطالبة بفتح المجال للاستثمارات الأجنبية (والعربية منها) يقينية نابعة عن فكر اقتصادى قويم أم كانت وقتية مكايدة أو مداهنة موالية مخاتلة؟!.. الظاهرة ليست فى تقلب بعض الأقلام والأفواه من الموالاة لاقتصاد السوق إلى رفض سياسات وأفكار من هم فى الحكم، هذا طبيعى ويحدث، وهناك تفهم لهذا الحراك المجتمعى، لسنا عبيد السمع والطاعة، وليس مطلوبا منا تقبيل الأيدى شكرا.

ولكن تحول البعض من التأييد الكامل لأفكار الاستثمار إلى العداء السافر للصفقة الاستثمارية فى رأس الحكمة ليس من الحكمة فى شىء، التقلب الفجائى خليق بتبين الظاهرة والتوقف عند أسبابها.. التحولات لا تأتى هكذا إذ فجأة، وتقلب الوجوه لا يجرى هكذا بين عشية وضحاها. واجب الحيطة والحذر والتفرقة بين من هو منقلب على عقبيه منفلت اللسان، وبين معارض للاستثمار الأجنبى ثابت المواقف مستقيم اللسان، وحتى المعارضة الوطنية المعتبرة عليها واجب الحذر، فدون تبصر أو تحقق أو تدقيق من كنه الصفقة قد يحرف الموقف أقلاما وطنية عن قبلتها، وتصب فى نهر الإخوان المالح. الدولة المصرية بعد سنوات عجاف تعانى وليس فى هذا جديد، والكل يدرك حجم المعاناة، وحجم الخسائر التى منيت بها البلاد، والتدمير الذى لحق بالمؤسسات، والكلفة الرهيبة لإقامة عمد الأمن والأمان والاستقرار، وتجاوز مرحلة كتبت علينا.

وليس خافيا على عموم المصريين، حجم التحدى، وحساسية المرحلة، ومحاولة النهوض بعد سقوط فى براثن جماعة إرهابية كلفتنا ما لا نحتمل من خسارة، ولا تزال تتاجر فى الخسارة. الوطن فى ظل هذا الظرف العصيب فى شوق إلى كل حرف مغموس فى حبر الوطن، لا يحيد عن قبلته أبدا، وهناك مساحة يتجلى فيها المعارضون الوطنيون للسياسات الحكومية، يستحلها المنقلبون، ويبرزون كمعارضين وهم ألد الخصام. ما أخشاه هو ميل البعض للانقلاب والانحراف والانجراف وراء حماسة الفيس وتوتير وغيره، لإثبات معارضة، أو شجاعة، أو خروج عن السياق فى سباق لحصد إجابات أو لتسجيل قراءات أكثر لما يدونه فى سجله الإلكترونى، ويشيرها الإخوان والتابعون تشييرا كثيفا.. ربنا ما يوريك شر المؤيدين إذا انقلبوا، فجروا فى الخصومة!.

وردّ عليه رجل الأعمال «نجيب ساويرس»: «سعر الأرض فى هذه المنطقة أعلى من السعر الذى اشترى به القطاع الخاص المصرى أراضى هناك، إحنا (عائلة ساويرس) عندنا أرض هناك سعر المتر اشتريناه أرخص».. فبهت الذى سأل!!. حديث الاستثمار يسرى، هرمنا، ونسمع من دهاقنة التحاليل الاقتصادية، الاستثمار عصب الاقتصاد، ومناخ الاستثمار، والاستثمار شغل الشطار، وسلخوا وجه الحكومة زمنا وعيروها لأنها عجزت عن جلب وجذب الاستثمارات، بل حمّلوها مسؤولية هروب المستثمرين!!.

وما إن أعلن رئيس الحكومة المهندس «مصطفى مدبولى» الصفقة الاستثمارية حتى انقلبوا على أعقابهم، انقلبوا فكهين، طلبوا الاستثمار ووجدوا صفقة من صنف فاخر، ومع هذا ما شكروا، يحقرون الصفقة حاسدين. ما ولاهم عن قبلتهم الاستثمارية، فى هذا يقال الكثير، ما هو خاص مزعج وما هو عام مؤلم، ظاهرة المنقلبين صحفيا وفضائيا وإلكترونيا تستأهل التوقف والتبين.

لماذا ينقلب البعض بين عشية وضحاها، تعوزنا الأسباب، وتحوطا لا نخوّن أحدا، بلى، ولكن ليطمئن قلبى، هل كانت المطالبة بفتح المجال للاستثمارات الأجنبية (والعربية منها) يقينية نابعة عن فكر اقتصادى قويم أم كانت وقتية مكايدة أو مداهنة موالية مخاتلة؟!.. الظاهرة ليست فى تقلب بعض الأقلام والأفواه من الموالاة لاقتصاد السوق إلى رفض سياسات وأفكار من هم فى الحكم، هذا طبيعى ويحدث، وهناك تفهم لهذا الحراك المجتمعى، لسنا عبيد السمع والطاعة، وليس مطلوبا منا تقبيل الأيدى شكرا.

ولكن تحول البعض من التأييد الكامل لأفكار الاستثمار إلى العداء السافر للصفقة الاستثمارية فى رأس الحكمة ليس من الحكمة فى شىء، التقلب الفجائى خليق بتبين الظاهرة والتوقف عند أسبابها.. التحولات لا تأتى هكذا إذ فجأة، وتقلب الوجوه لا يجرى هكذا بين عشية وضحاها. واجب الحيطة والحذر والتفرقة بين من هو منقلب على عقبيه منفلت اللسان، وبين معارض للاستثمار الأجنبى ثابت المواقف مستقيم اللسان، وحتى المعارضة الوطنية المعتبرة عليها واجب الحذر، فدون تبصر أو تحقق أو تدقيق من كنه الصفقة قد يحرف الموقف أقلاما وطنية عن قبلتها، وتصب فى نهر الإخوان المالح. الدولة المصرية بعد سنوات عجاف تعانى وليس فى هذا جديد، والكل يدرك حجم المعاناة، وحجم الخسائر التى منيت بها البلاد، والتدمير الذى لحق بالمؤسسات، والكلفة الرهيبة لإقامة عمد الأمن والأمان والاستقرار، وتجاوز مرحلة كتبت علينا.

وليس خافيا على عموم المصريين، حجم التحدى، وحساسية المرحلة، ومحاولة النهوض بعد سقوط فى براثن جماعة إرهابية كلفتنا ما لا نحتمل من خسارة، ولا تزال تتاجر فى الخسارة. الوطن فى ظل هذا الظرف العصيب فى شوق إلى كل حرف مغموس فى حبر الوطن، لا يحيد عن قبلته أبدا، وهناك مساحة يتجلى فيها المعارضون الوطنيون للسياسات الحكومية، يستحلها المنقلبون، ويبرزون كمعارضين وهم ألد الخصام. ما أخشاه هو ميل البعض للانقلاب والانحراف والانجراف وراء حماسة الفيس وتوتير وغيره، لإثبات معارضة، أو شجاعة، أو خروج عن السياق فى سباق لحصد إجابات أو لتسجيل قراءات أكثر لما يدونه فى سجله الإلكترونى، ويشيرها الإخوان والتابعون تشييرا كثيفا.. ربنا ما يوريك شر المؤيدين إذا انقلبوا، فجروا فى الخصومة!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بكام المتر فى رأس الحكمة بكام المتر فى رأس الحكمة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 13:18 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon