توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الله يرحمك يا سامية

  مصر اليوم -

الله يرحمك يا سامية

بقلم : حمدي رزق

«آخر ما رأيته على وجهه بعد استشهاده ابتسامته التى لم تفارقه لحظة».. هكذا وصفت سامية زين العابدين زوجة اللواء عادل رجائى، قائد الفرقة التاسعة مدرعات، لحظة استشهاده.

يوم استشهاد اللواء عادل ماتت سامية، ما عاشته بعد رحيله فقط لتذكر الناس بقصة الشهيد الحى، قضت أيامها بعد فراقه فى مهمة أخيرة تحكى ما تيسر من بطولة الشهيد، لم تطعم الحياة، ولم تذق الراحة، ولم يجف دمعها، كانت فى اشتياق للقاء فى السماء.

سامية زين العابدين موعدها الجنة عوضا، قصة تروى، يستشهد زوجها ولم يترك ولدا يعوضها، عاشت على كفاف الروح، ولو تعلمون كيف كانت تتعذب فى وحدتها، لعجبتم، الله يرحمها، الموت راحة.

عادل وسامية، قصة حب مصرية، سامية لم تدخر حبًا لهذا الضابط الشجاع، وكان لها خير زوج وأخ وأب وابن، عوضها عن كل الفقد ولوّن حياتها بالفخر.. فقدته إذ فجأة ففقدت الرغبة فى الحياة.

سامية قبل أن تكون زوجة شهيد كانت مواطنة مصرية مجندة طواعية للدفاع عن الجيش المصرى، وخاضت معارك ضارية مع إرهابيى الإخوان يوم أن كانوا يمسكون بخناق مصر، تركت كل شىء وراءها، كان زوجها فى الصحراء يدافع عن الحدود، وهى مرابطة قبالة وزارة الدفاع، مكانها الذى لم تبارحه طوال عام الإخوان الأسود، لا خافت يوما ولا خشيت انتقام الإخوان.

لم تهنأ سامية يومًا بزوجها مثل كل الزوجات، تودعه وهى فى الطريق لمهمتها التى نذرت نفسها لها، ولم تشأ يوما أن تستريح، ظلت حتى أسلمت روحها، مراسلة عسكرية جسورة، كانت تسبقنا فى الصحراء، دوما فى المواقع الأمامية بقبعتها الشهيرة، لم تخلعها يومًا وكأنها خوذة مقاتل، حتى يوم زفافها.. وحتى يوم وفاتها لم تخلع قبعة الميدان.

المرحومة نوعية من الزوجات المصريات جبلن على الصبر والاحتمال، وفى قلب المحنة والدماء تغرق ثوبها، لم تضعف، هبّت من كسرتها وحرقة قلبها على زوجها قوية كالإعصار، تصرخ فى المصريين جميعا، تدق كل باب، أنا زوجة الشهيد، أنا التى أكرمها الله بالشهادة، عادل شهيد، وكل جندى مصرى مشروع شهيد.. أفقدها الحزن شهية الحياة.

‏‎لم تتاجر يوما بشهيدها، ولم يترك لها عادل إرثا ولا كان يوما من الأثرياء، مثل هؤلاء اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة، ربحت تجارتهم، وكم من قادة وصف وجنود أبطال تعودوا شظف العيش، ونذروا أنفسهم لوجه الوطن من بعد وجه الله، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر الشهادة من الله.

‏‎عادل رجائى دخل قلوبنا نحن إخوتها يوم دخل قلب سامية، ودخل قلوب المصريين جميعا يوم استشهد دفاعًا عن الوطن المفدى، طوبى للشهداء، والله يرحمك يا سامية، سلمى على عادل فى السماء، أنتم السابقون ونحن اللاحقون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الله يرحمك يا سامية الله يرحمك يا سامية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon