توقيت القاهرة المحلي 06:10:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وقالت سلوى بكر..

  مصر اليوم -

وقالت سلوى بكر

بقلم - حمدي رزق

مَثْل شعبى لم أعثر له على مرجع معتمد في معاجم الأمثال الشعبية «اللى يقول بِم على قلبه وزم»، ومعناه اللى يفتح بقه سده ببلاغ إلى النيابة وجرجرة على المحاكم بتهمة الازدراء.الروائية الراقية «سلوى بكر» متهمة بالازدراء، وهى تهمة باتت شائعة، كالحية تلقف المثقفين، منهم من قضى سنوات في السجن، ومنهم من ينتظر، ومن يفكر قد استهدف، ومن فاه بقول فليتبوأ مقعده في المحكمة.

ماذا قالت «سلوى بكر» لتقوم قيامة «المحتسبين الجدد»؟، هل مست ثابتا دينيا؟، هل جدفت قولا؟، هل غمزت في قناة؟، قالت ما جادت به قريحتها في شأن تعليم الصغار. وجهة نظر يُرد عليها بالقول، ورأى في مواجهة رأى، والحجة تقارع حجة.. وكفى شر البلاغات.

الازدراء تهمة مطاطة، يهتبلها نفر من «المحتسبين الجدد» لترهيب المفكرين، ووأد الأفكار، وسحب المجتمع إلى ظلمة حالكة.

عودة ظاهرة «المحتسب» التي كنا لفظناها قبلًا نذير شؤم، والمحتسب والحسبة من مخلفات عصر مضى، كان المحتسب (وعادة غاوى شهرة) يظهر في قاعات المحاكم متكئًا على عصا الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ليلهب ظهورنا تفسيقًا وتكفيرًا.

الخشية كل الخشية من عودة المحتسب في طور جديد، اهتبال الحق في التقاضى، والتشهير بالناس، ووضعهم أمام القضاء متهمين بالازدراء الدينى، والسعى إلى سجنهم، وحسابهم على ممارسة أبسط قواعد الحرية الفكرية.

السؤال: من أعطى الحق لهذا أو ذاك لترهيب المجتمع بسيف الازدراء، والوقوف من الخلايق موقف المدعى، وإحالة من تسول له نفسه أن يتنفس حرية إلى متهم في القفص؟.

صحيح تحريك الدعوى العمومية من حق النيابة، ولكن الحركة الدؤوب لجماعة المحتسبين الجدد جديرة بالتوقف لتبين من وراء هذه البلاغات، ومن هو محركها الفعلى، لا أهضم فقط كونها بلاغات للشهرة، أذهب بعيدًا إلى جماعات بعينها تحرك هذه الدعاوى لتقليم أظافر المجتمع وقمع الحرية الفكرية.

النهر يغسل أدرانه، فقط دعوه يمضِ، لكن أن يتطوع نفرٌ من المدعين ليشكلوا من أنفسهم رقباء على الفكر ويجرجرون من يقع تحت أيديهم إلى ساحات المحاكم.. فهذا جد خطير ويقمع المجتمع.

القانون جعل تحريك الدعوى العمومية من حق النيابة العامة، للجم ظاهرة المحتسب الذي كان يهتبل القانون اهتبالًا ويسوم البشر سوء العذاب.

كنا قد غادرنا هذا المربع المخيف، كيف عدنا إليه؟

عاد المحتسب يبحث عن خط في لوحة، وشطرة في بيت شعر، ولفظ في رواية، وعُرى في صورة، وتجسيد في تمثال.. يقتنصون جملة من نص وافٍ ليثيروا زوبعة، ولفظًا من دردشة في برنامج ليقمعوا اللفظ، ويقبّحوا البشر، ويشقوا القلوب اطلاعًا على النوايا.

وحتى لو انتصر القضاء للحريات، يبقى الفكر نهبًا لفزّاعات التكفير، ويتحول إلى هدف ثابت ولوحة نيشان لكل من في نفسه مرض، بلاغات الازدراء صارت بضاعة نفر من المتبضعين، لا تكلف كثيرًا، ولكن تخلف كثيرًا من القلق على الحريات الشخصية، وفى القلب منها حرية الإبداع.

اهتبال القانون على هذا النحو، ووقوف طائفة من المفكرين أمام منصة القضاء ويصير العنوان العريض «الحرية في المحكمة».. هذا يورثنا الخوف والخشية من تمدد الظاهرة.. ظاهرة «المحتسبون الجدد». وإذا سكتنا عن دعم سلوى، فـ«أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض»!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وقالت سلوى بكر وقالت سلوى بكر



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon