توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وقالت سلوى بكر..

  مصر اليوم -

وقالت سلوى بكر

بقلم - حمدي رزق

مَثْل شعبى لم أعثر له على مرجع معتمد في معاجم الأمثال الشعبية «اللى يقول بِم على قلبه وزم»، ومعناه اللى يفتح بقه سده ببلاغ إلى النيابة وجرجرة على المحاكم بتهمة الازدراء.الروائية الراقية «سلوى بكر» متهمة بالازدراء، وهى تهمة باتت شائعة، كالحية تلقف المثقفين، منهم من قضى سنوات في السجن، ومنهم من ينتظر، ومن يفكر قد استهدف، ومن فاه بقول فليتبوأ مقعده في المحكمة.

ماذا قالت «سلوى بكر» لتقوم قيامة «المحتسبين الجدد»؟، هل مست ثابتا دينيا؟، هل جدفت قولا؟، هل غمزت في قناة؟، قالت ما جادت به قريحتها في شأن تعليم الصغار. وجهة نظر يُرد عليها بالقول، ورأى في مواجهة رأى، والحجة تقارع حجة.. وكفى شر البلاغات.

الازدراء تهمة مطاطة، يهتبلها نفر من «المحتسبين الجدد» لترهيب المفكرين، ووأد الأفكار، وسحب المجتمع إلى ظلمة حالكة.

عودة ظاهرة «المحتسب» التي كنا لفظناها قبلًا نذير شؤم، والمحتسب والحسبة من مخلفات عصر مضى، كان المحتسب (وعادة غاوى شهرة) يظهر في قاعات المحاكم متكئًا على عصا الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ليلهب ظهورنا تفسيقًا وتكفيرًا.

الخشية كل الخشية من عودة المحتسب في طور جديد، اهتبال الحق في التقاضى، والتشهير بالناس، ووضعهم أمام القضاء متهمين بالازدراء الدينى، والسعى إلى سجنهم، وحسابهم على ممارسة أبسط قواعد الحرية الفكرية.

السؤال: من أعطى الحق لهذا أو ذاك لترهيب المجتمع بسيف الازدراء، والوقوف من الخلايق موقف المدعى، وإحالة من تسول له نفسه أن يتنفس حرية إلى متهم في القفص؟.

صحيح تحريك الدعوى العمومية من حق النيابة، ولكن الحركة الدؤوب لجماعة المحتسبين الجدد جديرة بالتوقف لتبين من وراء هذه البلاغات، ومن هو محركها الفعلى، لا أهضم فقط كونها بلاغات للشهرة، أذهب بعيدًا إلى جماعات بعينها تحرك هذه الدعاوى لتقليم أظافر المجتمع وقمع الحرية الفكرية.

النهر يغسل أدرانه، فقط دعوه يمضِ، لكن أن يتطوع نفرٌ من المدعين ليشكلوا من أنفسهم رقباء على الفكر ويجرجرون من يقع تحت أيديهم إلى ساحات المحاكم.. فهذا جد خطير ويقمع المجتمع.

القانون جعل تحريك الدعوى العمومية من حق النيابة العامة، للجم ظاهرة المحتسب الذي كان يهتبل القانون اهتبالًا ويسوم البشر سوء العذاب.

كنا قد غادرنا هذا المربع المخيف، كيف عدنا إليه؟

عاد المحتسب يبحث عن خط في لوحة، وشطرة في بيت شعر، ولفظ في رواية، وعُرى في صورة، وتجسيد في تمثال.. يقتنصون جملة من نص وافٍ ليثيروا زوبعة، ولفظًا من دردشة في برنامج ليقمعوا اللفظ، ويقبّحوا البشر، ويشقوا القلوب اطلاعًا على النوايا.

وحتى لو انتصر القضاء للحريات، يبقى الفكر نهبًا لفزّاعات التكفير، ويتحول إلى هدف ثابت ولوحة نيشان لكل من في نفسه مرض، بلاغات الازدراء صارت بضاعة نفر من المتبضعين، لا تكلف كثيرًا، ولكن تخلف كثيرًا من القلق على الحريات الشخصية، وفى القلب منها حرية الإبداع.

اهتبال القانون على هذا النحو، ووقوف طائفة من المفكرين أمام منصة القضاء ويصير العنوان العريض «الحرية في المحكمة».. هذا يورثنا الخوف والخشية من تمدد الظاهرة.. ظاهرة «المحتسبون الجدد». وإذا سكتنا عن دعم سلوى، فـ«أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض»!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وقالت سلوى بكر وقالت سلوى بكر



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon