توقيت القاهرة المحلي 05:04:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كتابة سمير عطاالله البيضاء

  مصر اليوم -

كتابة سمير عطاالله البيضاء

بقلم - حمدي رزق

مقال الكاتب الكبير «سمير عطاالله» فى صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، المنشور فى «المصرى اليوم» أمس (الجمعة)، تحت عنوان «أغبط المصريين على أشياء كثيرة»، يصنف كتابة بيضاء، والكتابة البيضاء تبهج النفس، تسعد الروح، تغبط القلب، كتابة طازجة بطعم اللبن الصباح، تشيع تفاؤلًا، ترسم بسمة، تخط طريقًا، تفتح بابا، تؤذن بفجر جديد.

الأستاذ سمير يملأ قلمه من محبرة قلبه، لا يكتب عن مصر إلا فى حالة حب، مستبطنا روح طيب الذكر «صلاح جاهين»، «أنا مصر عندى أحب وأجمل الأشياء... بأحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء...».

الكاتب الكتوبة يلبى أشواقنا كل صباح، جد مشتاقون لكتابة بيضاء فى زمن تسود فيه الكتابة السوداء الأجواء، تشيع كآبة، تسد النفس، تقلب المواجع، تقض المضاجع، للأسف، كلنا نتعاطى هذه الكتابة الكئيبة رغم أنوفنا، ثم نبحث عن المبرر.

الكتابة السوداء توليفة رديئة من أدخنة زرقاء تغيب العقول، تثقل النفس، كالهم على القلب، كالعسل الأسود المتخثر، يواقعها الذباب الإلكترونى، يسقط فيها الذباب الأسود بكثافة، رائحتها نفاذة، تأنفها الأنوف الحساسة.

لم نعرف بعد الحبر الأبيض، الحبر عادة أسود أو أزرق، للأسف لون الحبر كرف على الكتابة، وجبة سوداء صباحية/ مسائية، كالطبخة السودة، اختفت الكتابة البيضاء تحت وطأة سواد يغشى النفوس.الكتابة السوداء تعجب الذى فى قلبه مرض، سواد القلوب كارف على السطور، الكتابة بالحبر الأسود صارت طقسا مرعيا، تجلب إلكترونيا إجابات، ولايكات، وتسجل أكثر قراءات، وتتصدر التريندات، وكلما اسودت سطور المقال راجت فى الأسواق السوداء، ورحبت بها المواقع الملونة أسود على أزرق غامق، والمنصات المخططة أسود فى أسود.

أخشى، «سوق الكتابة البيضاء جبر»، الفضاء الإلكترونى صار معتما، حالك السواد، لا تروج فيه سوى الكتابة السوداء، من أى نبع تفجرت هذه الكتابات المسمومة، هناك ثعابين تبخ سما فى الينبوع الصافى، تحيله مِلْحًا أُجَاجًا، مِلحًا زُعاقا أو مُرّا لا يُمكن شربه. عند المؤلفة قلوبهم، مارق من يكتب بالحبر الأبيض فى هذه الأيام السوداء، عجبا من العجب الكتابة السوداء صارت طقسا مرعيا، تصنف شجاعة، ترسما كتابها أحرارا شطارا. الكتابة البيضاء فى زمن الكتابة السوداء تصنف موالسة، مخاتلة، تجر على صاحبها جملة اتهامات، أقلها «مطبلاتى»، وهو اتهام مطلوق فى الفضاء كسهم مسموم.

الكتابة السوداء تكسب كثيرا، السواد مهنة.. سودها أكثر، تربح شعبية، ترسما شجاعا وأنت فحسب موتور وقلبك أسود من السواد. كل هذا السواد، لماذا تشيع الكتابة السوداء فى الفضاء الإلكترونى، وتخيم على الأجواء؟.

لكل ظاهرة أسبابها، الكتابة السوداء تعبر فى الغالب عن حالة مزاجية سوداوية تغشى قطاعات واسعة من الكتاب.. نحسن الظن بالجميع، ولسنا براء، وكتابتنا ليست دوما بيضاء، مستويات السواد فى الفضاء العام تنتج كتابتها وكتابها، الأقلام مثل نحل العسل تملأ بطونها من منتوج المجتمعات، تفرز من هذا الحبر سطورا.. حكمة الأستاذ «سمير عطاالله» بين سطوره تقول: «إذا ما تجمعت السحب السوداء فى السماء، فلا تخشى ولا تجزع، إنه المطر سينهمر من اصطكاك السحاب، يسقى الأرض العطشى للأمل..».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتابة سمير عطاالله البيضاء كتابة سمير عطاالله البيضاء



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon