بقلم - حمدي رزق
السير «چيمس چورج فريزر»، عالم أنثروبولوجيا إسكتلندى شهير، صاحب دراسة «الغصن الذهبى» فى السحر والدين، يروى كثيرًا من الأساطير، منها أن العبرانيين (بنى إسرائيل) كانوا يعتقدون أن قوة «شمشون» الجبار كانت تكمن فى شعره.
وأورد «جيمس فريزر» كثيرًا من القصص الإغريقية الأسطورية التى تحكى عن أشخاص كانوا يمتلكون فى رأسهم شعرة لونها ذهبى أو أرجوانى، وعندما تُنتزع هذه الشعرة يفقدون قوتهم، وأحيانًا يفقدون حياتهم..
لو كان السير «جيمس» حيًا لوقف على شعر رأسه لفك طلسم الفرعون المصرى «محمد صلاح»، ظهر علينا إذ فجأة بصورة مع «التوأم حسن» حليق الشعر، لوك جديد تمامًا، «معلوم المنتخب الحليق» فى أدبيات الساحرة المستديرة حظوظه على كف عفريت أقرع.. ربنا يستر.
غلاة المصريين، سيما فى الثالثة شمال، يعتقدون أن قوة صلاح فى شعر رأسه، فلما حلقه تطيروا تمامًا، أمسك أصحاب الشعور الطويلة قلوبهم، وتحسّس الصلع رؤوسهم العارية، حذر السحر، خشية على قوة صلاح التهديفية فى مفرق كروى صعيب، فى طريق الصعود إلى قمة الكرة العالمية (نهائيات كأس العالم).
صورة صلاح حليقًا حلقت فى الفضاء الإلكترونى، تحس أنها صورة من أرشيف الفرعون المصرى القديم، تعود بنا إلى عصور ما قبل تاريخ رحلة الفرعون إلى أوروبا، صورة من أرشيف صلاح لاعبًا فى «المقاولون العرب»، قبل رحلته الظافرة فى القارة الأوروبية العجوز، مسجلًا أهدافًا وأرقامًا رسمته عنوانًا لافتًا للكرة المصرية.
كما تروى القصص المتناثرة هنا وهناك، شمشون رجل خارق القوى، يكمن سر قوته فى شعره الطويل، لكنه مع ذلك شديد البراءة (عكس صلاح)، ما يدفع أعداءه إلى أن يسلطوا عليه امرأة داهية هى «دليلة»، توقعه فى حبها، وتجعله يعترف لها بسر قوته، فتقص له شعره أثناء نومه، وتسلمه إلى أعدائه، وبينما هم يحتفلون به يهدم عليهم المعبد صائحًا: «علىّ وعلى أعدائى يا رب».
وتروى القصص المتناثرة فى معسكر المنتخب الوطنى استعدادًا لملاقاة خيول بوركينا فاسو، أن التوأم حسام وإبراهيم حسن عرفا سر قوة صلاح ونفوذه فى المنتخب، شعره الذى يشبه شعر طيب الذكر الفنان الجميل نجاح الموجى «الواد مزيكا» فى مسرحية «المتزوجون»، فأوعزوا لحلاق المنتخب يقص شعر صلاح خلسة وهو نائم!.
ويقال فى الأقبية الكروية المسحورة إن ساحرة شريرة أوعزت للتوأم بحلق شعر صلاح، وقيل إن صلاح حلق شعره مجاملة للتوأم حسن، من اللياقة الكروية أن شعر كابتن المنتخب لا يطول عن شعر مديره الفنى، وربما كان الثالوث الحليق (التوأم وصلاح) على موعد مع التاريخ، فحلقوا الرؤوس للدخول من البوابة الإفريقية ع الزيرو.
عندما حلق صلاح شعر صدره، لقبت صحيفة «ديلى ميل»، البريطانية، صلاح بـ «ملك الحلاقة»، وقالت «الصحيفة» إن صلاح نزع شعر صدره، ليظهر تكوينه العضلى بشكل أفضل، لقب «ملك الحلاقة» يضاف إلى ألقاب صلاح، وأخشى مانشيتات تحلق بنا فيما وراء حلاقة صلاح شعر رأسه، وسيختبر صلاح فى مباراة الخيول البوركينية، هل فقد قوته التهديفية، هل فعلًا سره فى شعر رأسه. هل يفعلها صلاح مسجلًا صائحًا: «علىّ وعلى أعدائى يا رب.