توقيت القاهرة المحلي 19:41:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خروف مسكوفي!

  مصر اليوم -

خروف مسكوفي

بقلم - حمدي رزق

«وسأل ناظر العزبة: طيب لو كتبنا تكاليف الخروف 18 جنيه تبقى كتير؟

تعجب الموظف الجهبذ (نجيب الريحانى): ليه خروف مسكوفى!

إحنا ندون، حبل ومخلة وجردل لزوم أكل الخروف.. كذا، حكيم بيطرى لزوم علاج الخروف.. كذا، مزين لحلاقة شعر الخروف.. كذا، أكل وشرب للخروف.. كذا، كلاف لتنظيف حظيرة الخروف.. كذا، كده نخليها 48 جنيه مش 18، كده الشغل، مش الناظر الغبى بتاعنا».

وكأن أحداث فيلم «أبوحلموس» تتكرر أمامنا بمناسبة عيد الضحية، منافسة محتدمة بين عدد من الجمعيات الأهلية على طلب «صك الأضحية»، وكل منها تتفنن في باقة من الصكوك حسب التضحيات، وعليك أن تختار من بينها ما يناسب سعتك المالية، ضانى ولا بقرى، وكله حسب الشرع، وبما يرضى الله.

والسؤال من يرخّص لهذه الجمعيات بإصدار صكوك الأضحية؟

اللفظ «صكوك» ورد في صكوك الغفران، وليس في مصلحة سك العملة، وإذا كانت هذه الصكوك مصكوكة؛ أي مرخصة رسميًا وشرعيًا، من يراجع حصيلة الصكوك، ويراقب إنفاقها في مصارفها الشرعية؟

وهل تقدم هذه الجمعيات إلى وزارة التضامن حسابًا بحصيلة الصكوك، وأوجه إنقاقها، وكم تلقت وكم أنفقت على علف الخروف؟

وهل وصلت حصيلة هذه الصكوك إلى مستحقيها بالفعل، أم أن الورق ورقنا والدفاتر دفاترنا.. هو حد هيعد العجول والخراف ورانا، وأخشى أن في كل جمعية محاسب عقر، لسان حاله بحبحها.. بحبح!!

اهتبال المواسم والأعياد للتسول باسم الغلابة صار طقسًا مصريًا، من العيد للعيد ومن المولد إلى المولد، مولد الجمعيات منصوب، وكل جمعية متعاقدة مع شيخ معمم يستحل أموال المشاهدين على الهواء مباشرة، بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية..

والناس الطيبة عن طيب خاطر وطلبًا للأجر والثواب من عند الله، وبعاطفة دينية جياشة وصادقة تدفع أموالًا إذا جمعتها في حساب واحد، في صندوق زكاة واحد، لن تجد فقيرًا أو محتاجًا في مصر، تغطى فقراء مصر والسودان.. إن أمكن!!

هذه الجمعيات تنشط في المواسم والأعياد، تهتبل الطيبين، طبعا جمعوا مال قارون في رمضان الماضى، لازم يكملوا التل في عيد الأضحى، ولم تستجب جمعية واحدة لنداء مراجعة محاسبية أطلقناه قبلا، وانتظرنا كشف حساب شفافا، لقد أسمعت لو ناديت حيـًا.. ولكن لا حياة لمن تنادى!!

كم أنفقت كل جمعية على حملة الصكوك، وكم حصدت من فيض الأضاحى، وتعلنها على الناس بعد أكل اللحم والثريد، هذا أكثر مصداقية، ويجلب على الجمعية تبرعات أكثر، والشفافية أهم مادة إعلانية، والإعلانات المكثفة تقضّ

المضاجع، والاستخدام الإعلانى المفرط من قبل الجمعيات الخيرية يولد طوفانًا من الأسئلة والشكوك.

بلى ولكن ليطمئن قلبى، نرجو إجابة شفافة من كل جمعية، كم أنفقت على حملات الصكوك، وكم تحصلت من أموال الأضاحى، يقال إن الجنيه إعلان يجلب ثلاثة في الجمعيات ذات الإنفاق الإعلانى المحدود، والجنيه بعشرة في الجمعيات ذات الكثافة الإعلانية، وهذا من قبيل المعلومات المتواترة على الألسنة الطويلة!!

الجمعيات الصغيرة قبل الكبيرة عليها واجب الإفصاح، وكما ناشدتمونا بالصكوك، واستجبنا قربى لوجه الله، نناشدكم الإفصاح وعليكم الاستجابة، الإفصاح رقميًا أولا، كم مليونا جمعت، ومن يقف فوق رأس هذه الملايين، ومن يراقب مستندات صرف هذه الملايين، لماذا لا تنشر الجمعيات ميزانياتها في الصحف كالشركات والبنوك مثلا.

الجمعية التي تقدم كشف حساب صكوك اليوم ستجمع أكثر منها غدًا، والجمعية التي تحجم، إذن فيها «إنّ».. وإن وأخواتها وإخوانها، استقيموا يرحمكم الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خروف مسكوفي خروف مسكوفي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon