بقلم : حمدي رزق
فى مشهد من الفيلم القديم «فجر الإسلام»، يسأل الفنان محمود مرسى أحد الجهال (الفنان محمود فرج): «ما هذه الرائحة يا حنظلة؟، ألا تستحم يا رجل؟»، فيجيب الجاهل بافتخار «إنها رائحتى، وأنا فخور بها»، ويشبه هذا الجاهل بالضبط «الفوريجى»، الذى يبدو فخورًا برائحته العفنة، بل لا يشعر بأى انزعاج تجاهها، يرد بصفاقة، بعين بجحة تندب فيها رصاصة، «إنها رائحتى وأنا فخور بها».
صدفة، شاهدت «الممثل الفوريجى»، ظننت أنه دخل جحره واعتزل كما أعلن قبلا، بعد فشله فى تحريك مواطن مصرى واحد، رغم صيحاته المخبولة على الناس لدرجة شتمهم وإهانتهم علانية.
الغريب أنه يظهر ظهورا منتظما على «يوتيوب» فى تحريض سافر وسافل على الدولة المصرية، «يوتيوب» الذى يناهض دعوات العنف والكراهية والتحريض يفسح له مجالا واسعا، تحس أن هذه الأقنية الإلكترونية العالمية تسمح بعرض هذه الأفلام الهابطة، وتغض البصر عن المحتوى التحريضى لأسباب خفية، لا تخفى على لبيب، واللبيب بالإشارة يفهم.
«الفوريجى» بيهلضم وبيبرطم بعد نفسين وشد سطرين، ونازل هرتلة مساطيل، الأكادة حجم الغرور والنفخة الكدابة، والإحساس المتعاظم بالتثور اللاإرادى، ويتكلم كأنه مبعوث العناية الثورية، ويستخدم مفردات عجبة، أهلى وناسى، وهوه ناسى.. أهله وناسه متبريين منه ومن أمثاله.
المهين الذى لا يكاد يبين، يسخر ويتمسخر على الشهداء، تخيل، نصاب وحرامى وأكل أموال اليتامى فى أسرته، يحط على رؤوس الشهداء، ويمرر عيشة أهليهم، ونازل تريقة ومسخرة، مش عاجبه مواساة الرئيس الإنسان لأم شهيد الوطن «جورج» أثناء تفقده لشباب الكلية الحربية!.
هذا مهووس طائفى بامتياز، قذر بالسليقة، جاهل جهول ابن أبى جهل، لا هو عارف «حماس» من «فتح»، ولا قطر من تركيا، ولا النادى الأهلى من الزمالك.. فخور بجهله.
الخلاط الذى يعتمل فى دماغه بيخلط، من التخليط، جهل مطبق، وعامل نفسه «حزومبل»، يا سلام سلم على مخك البلالنط.. يا بحر العلم.. يا ترعة المفهومية.. يا فيلسوف الخرفان.
لما يكون هذا النصاب الفاجر فى خصومته محسوب علينا «معارض» ويتحدث باعتباره «ثوريا» هذا عار وشنار، يصدق عليه وصف طيب الذكر أحمد فؤاد نجم:
«الثورى النورى الكلمنجى
هلاب الدين الشفطنجى
قاعد فى الصف الأكلنجى...».
عشنا وشفنا الفوريجى ينظر فى السياسات الداخلية والخارجية، ويفيش الهوامش، ويفتى فى المسائل السياسية، عامل فيها «ديفيد هيلبرت» الفيلسوف الألمانى صاحب المسائل الرياضية المستعصية!.
تخيل، معترض على ذهاب فريق الأهلى الكروى إلى قطر ولعبه هناك فى كأس العالم، جتك نيلة، إنت فاهم حاجة، يا بنى شوف لك قط غمضه، عيب تتحدث فيما لا تفقه، ذاكر أو يذاكروا معاك.. مجددا، فخور بجهله وماسك قلم رخيص!.
الفوريجى فى حاجة لدرس تعليمى، أو يكمل تعليمه، إيه النعكشة اللى إنت عايش فيها ومصدق نفسك، قبر يلم العفش.