بقلم - حمدي رزق
يقول الروائى الشهيد «غسان كنفانى»، في وصف المرأة الفلسطينية: «هذه المرأة تلد الأولاد، فيصيرون فدائيين. هي تخلف، وفلسطين تأخذ».
يلجأ بعض الآباء في غزة إلى كتابة أسماء أبنائهم على أرجلهم للمساعدة في التعرف عليهم في حالة مقتلهم أو مقتل أطفالهم، وفقًا لمقاطع فيديو صورها صحفى في شبكة CNN. وتُظهر المقاطع الحزينة أربعة أطفال قُتلوا، وهم يحملون أسماءهم مكتوبة بالعربية على سِيقَانهم، وشُوهد الأربعة وهم مستلقون على الأرض، في غرفة تبدو وكأنها مشرحة مكدسة بالأشلاء.
الأطفال حول العالم فرحون يكتبون أسماءهم على الكراريس، وأطفال غزة يكتبونها على أقدامهم حذر الموت، ثِقْ أنه مَن سيخرج من المشرحة، مكتوب اسمه على رجله، ويُكتب له عمر جديد لن تطيقه إسرائيل في قادم الأيام. ستهب من المشرحة ريح صرصر عاتية.. مقاومون أشداء.
نحن إزاء ولادة جيل يستبطن ثأرًا، سيُصليها نارًا، لن تهنأ إسرائيل بالراحة التي تطلبها، ستظل في رعب مقيم، وستدوى صفارات الإنذار طويلًا، كُتب عليهم الخوف، ولن تحميهم أغلفة، ولن تصد غضبة هذا الجيل قبة حديدية.
كل مَن نجا من المجزرة سيزأر، سيثأر، سترون عجبًا، إسرائيل اختارت، وعلى نفسها جنَتْ براقش، أطفال المقاومة سيُذيقون إسرائيل الويل، سيكتبون نهاية الدولة العبرية، هلاك إسرائيل على أيدى هذا الجيل الذي شهد المجزرة، وشيّع روحه، وبات على ثأر.
جيل لم ولن تشهد البشرية مثيلًا له، جيش شرب كأس العذاب، ذاق الأهوال، وخبر الموت، وفقد الأمل في الحياة.
مَن سيخرجون من تحت الأنقاض مرَدَة لا قِبَل لكم بهم، كل منهم مشروع شهيد، يوم كتبوا أسماءهم على سواعدهم وأقدامهم ليتعرفوا عليهم بعد القصف جثثًا وأشلاء، سيكتبون أسماءهم في سجل الشهداء، مَن خبر الموت تَهُنْ عليه الحياة.