توقيت القاهرة المحلي 07:41:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لَا تُلْحِفُوا فِى الْمَسْأَلَةِ الْمَسِيحِيَّة!!

  مصر اليوم -

لَا تُلْحِفُوا فِى الْمَسْأَلَةِ الْمَسِيحِيَّة

بقلم:حمدي رزق

 الإلحاف، التَّكرار والإلحاح، ألحف يعنى أَلَحَّ، ومنها اللَّحُوحُ بمعنى الكثيرُ السؤال المديمُه.
إزاء إلحاح مرضىٍّ، لا يمر عيد إلا وسؤال المسيحيين حاضر، وسؤال عيد الأضحى، هل إعطاء المسيحيين من الأضحية مَسْموح به ومُباح، مُسوَّغ، جائِز شرعًا؟، والإجابة محفوظة «فإن كان الجار المسيحى فى حاجة فتعتبر صدقة، وإن لم يكن فى حاجة فهدية».

سؤال مكرور مكرر متكرر، وإجابة متوقعة، والعجيب لا السائِل يكف عن السؤال ولا الشيخ يكف عن الإجابة، سؤال المسيحيين بات من طقوس العيد، لازم إدخال المسيحى فى جملة مفيدة، واستدعاء الجار المسيحى لإثبات سماحة.

لافت فى غالب الأسئلة المنشورة تسييد نظرية «اليد العليا»، باعتبار المسلم يهدى ويتصدق، والمسيحى متلق للهبات والنفحات والصدقات،

ما تحمله الأسئلة من استجداء، للأسف، تعبير عن حالة مرضية تلبست البعض ممن يتبضعون العطف على المسيحيين!.

وكأن المسيحى ينتظر تحية الصباح من المسلم، والمسلم ينتظر بدوره فتوى من شيخه، وولد المسلم ينتظر الإذن من والده ليلعب مع زميله المسيحى، والوالد المسلم ينتظر الإذن من إمامه، وهكذا دواليك ندور فى حلقة مفرغة.

وتهنئة المسيحيين، وكأن المسيحيين سيؤجلون قداس عيد الميلاد لحين يتحنن عليهم سابع جارٍ مسلم ويعيد عليهم، وطبعا الجار المسلم ينتظر شيخ الجامع القريب يفتى له بجواز تهنئة النصارى!!.

متلازمة الأعياد والمواسم الدينية فتاوى أهل الكتاب، هل يجوز التصدق على المسيحى الفقير من زكاة المال، هل يجوز السلام على المسيحى يوم الجمعة، هل تجوز العيدية للزوجة المسيحية من زوجها المسلم، هل يعيد عليها الزوج المسلم فى عيد الغطاس، هل يصحبها إلى الكنيسة لتصلى يوم الجمعة قبل أن يتجه لصلاة الجمعة فى المسجد المقابل؟!.

ومع قدوم الأعياد تقام على الفضائيات مزادات جمع الحسنات، مثلا، هل يجوز إهداء كحك بسكر لجارنا المسيحى فى عيد الفطر؟، ويرد مولانا، لا مُشَاحَّةَ فِى مَا تقَدّمَهُ، وَلاَ مُمَاحَكَةَ فِيهِ، إِنَّهَا وَاضِحَةٌ بَيِّنَةٌ، مُسْتَحَبٌّ. ويستطرد: والأفضل تهديه كحك بدون سكر، وخلى السكر للنمل. ومثلها، هل يجوز إخراج جُعَل من زكاة المال لمسيحى فقير؟، ويرد مولانا: جائِز بإجماع الشارع، أما زكاة الفطر فللصائمين، والمسيحيون عادة لا يصومون رمضان.

وهل يجوز المشى خلف مسيحى على الرصيف، ويرد مولانا إذا تيقنت من مشيته شمالا، فلا تتبعه.. نحن من أهل اليمين!!.

ومن هذا كثير، فى الحالة المجتمعية المصرية ينظرون إلى المسيحى باعتباره «مفعول به»، قطب سالب ينتظر العطف والحنية والصدقة والهدية، وكأن المسيحى ربنا سخره للمسلمين ليجمعوا عليه حسنات فى الحياة الدنيا، صدقنى لو عاوز تدخل الجنة صاحب واحد مسيحى، فى كل لفتة حسنة، صبحت عليه، مسيت عليه، عيدت عليه، والحسنة بعشرة أمثالها. تخيل، المسيحى للمسلم فى الحياة الدنيا كنز حسنات صدقونى، بس السلفيين مش فاهمين..أو فاهمين غلط؟!.

وعلى سبيل التريند يسأل التقى الورع مولاه، هل يجوز اتجوز مسيحية بروتستانتية؟، ويرد مولانا: يجوز ولو كانت كاثوليكية، إنهن من ذوات الدين، فاظفر بهن تكسب الدنيا والآخرة!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لَا تُلْحِفُوا فِى الْمَسْأَلَةِ الْمَسِيحِيَّة لَا تُلْحِفُوا فِى الْمَسْأَلَةِ الْمَسِيحِيَّة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon