بعد المناظرة الرئاسية الأمريكية الأولى، وبعد أن تحدث المرشحان العجوزان (بايدن وترامب) عن لياقتهما البدنية والرياضية، وتجادلا حول من لديه مهارات أفضل فى لعبة «الجولف»..
وبعد أن تكشّف الأمر وظهر ما فى الصدور وبان ما وراء اللباس الوقور، المرشد الإيرانى على خامنئى قال فى ملئه مثل قولة «أبوحنيفة» المشهورة التى ذهبت مثلًا وقد كُتِبَتْ فى طيّات مجلدات السِّيَر بماء الذهب: «آنَ لأبى حنيفة أن يمد رجليه»..
آنَ للمرشد أن يمد رجليه، وكذا مدد بوتين قدميه وكان شاهد المناظرة منتشيا، ولم يستطع الرئيس الكورى الشمالى كيم يونج أون كتم ضحكته (قهقهته) عن وكالات الأنباء المتربصة!
مناظرة هزلية ساقطة سياسيًا، الخبل فى الجبل، العالم يكاد ينفجر تشظيا، والعجوزان الخرفان يهزلان..
تخيل العالم يترنح، على شفا حرب عالمية ثالثة، وهما يلعبان الجولف فى الأحلام..
ترامب المهبوش غامزا فى جنب منافسه اللدود: «لنكن ناضجين».. باعتبار بايدن يعانى مراهقة سياسية متأخرة، فرد عليه بايدن بإهانة مستحقة: «أنت طفل»!!.
لو كان الجمهور حاضرا، لكانت مسخرة السنين، كل دقيقة مرت من هذه المناظرة تبرهن على مقولة (يا ويل العالم من هذين مرشحين، كلاهما وبال على العالم، والعالم العربى تحديدا)..
أحصت CNN عدد الدقائق التى تحدث فيها المرشحان خلال تسعين دقيقة: تحدث ترامب لمدة ٣٨ دقيقة و١٣ ثانية.. وكان شرسا مندفعا يكيل لخصمه اللكمات، وتحدث بايدن بلسان متلعثم لمدة ٣٣ دقيقة و٤١ ثانية..
وعندما اقتربت المناظرة من نهايتها، تناول المرشحان السؤال الحساس حول العمر بايدن (٨١ عاما) وترامب (٧٨ عاما)!!.
تذكر المرشح الرئيس (بايدن) أنه كان فى السابق أصغر رجل فى السياسة، وانتقل للحديث عن إنجازاته كرئيس كدليل على أنه قادر على أداء المهمة. بينما استذكر ترامب الاختبارات المعرفية التى أجراها كرئيس وتحدى بايدن للقيام بنفس الشىء.
خلاصة المناظرة، ابتلينا بمرشحين، أحلاهما مُرُّ، مرشحين عجوزين بلغا من العمر عتيا، أحدهما (ترامب) عجوز متصابى متعاف يعانى فحولة سياسية متأخرة، والآخر (بايدن) يعانى خرفا باديا، يكاد يصلب طوله، وشعاره «لم تكن المشكلة أبدا فى تقدم العمر بقدر ما كانت فى فقدان القدرة والشغف».. تخيل بايدن النعسان لا يفتقر شغفا إلى الرئاسة!!
ماذا ينتظر العالم من عجوزين بلغا من العمر أرذله، وهن العظم واشتعل الرأس شيبا، لايزالان يصادران على المستقبل، ويرهنان سلام العالم على أحلام اليقظة فى ملعب جولف!
بعد المناظرة، خيبة أمل أصابت العالم بأسره، هل يعيش العالم أربع سنوات مقبلة تحت إدارة أى من هذين، هل يصدق العالم ما يراه فى انتخابات ترسم مستقبل العالم؟
ترامب يضغط بايدن فى حائط عمره، هل العمر يمكن تجنبه فى حسابات الرئاسة الأمريكية، والحسابات الصديقة، والأخرى المتربصة، هل تتقبله القواعد الشبابية الأمريكية، والقواعد الأمريكية المنتشرة على أهبة الاستعداد خارج الحدود؟!
ما جرى فى المناظرة مقلق على مستقبل السلام العالمى، ما يستبطنه المرشحان محض جنون مطبق، الناخب الأمريكى الشاب شاب شعره، مقرر عليه الاختيار بين رئيس.. ورئيس، وكلاهما يعانى خرفا ترصده الدوائر النفسانية المعنية، يعتورها قلق على مستقبل القطب الأمريكى فى أياد مرتعشة بفعل داء الارتعاش (باركنسون) فضلا عن الخَرَف، وبدايات ألزهايمر..