توقيت القاهرة المحلي 14:14:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دود المش منه فيه!!

  مصر اليوم -

دود المش منه فيه

بقلم - حمدي رزق

لم أجد توصيفا لما يجرى في الأسواق من قبيل التجار، سوى المثل الشعبى الغارق في طين الحارة الشعبية، «دود المش منه فيه»، المستغلون والمحتكرون وسارقو قوت الغلابة، منه فيه، البقال الجشع، والجزار المستغل، والخباز اللص، جميعا منه فيه، ليسوا بغرباء، بين ظهرانينا، يطعنوننا في ظهورنا، يستحلون عرقنا، ويستحيون معاشاتنا، ويفسدون في الأرض.

القول الصحيح البليغ، خلافا للمثل الشهير أعلاه، هم ألد الأعداء، وجاء في الأثر الشعبى «يا واخد قوتى يا ناوى على موتى»، وهم يخطفون اللقمة من فم اليتيم.هؤلاء جبلوا على الكسب الحرام، وتقول «بم» ضجرا وتأففا يقولك على قلبه و«ذم»، طلع روحه. الدود يشغى في المش الأجاج، مالحة طعم هذه الأيام، أينما تولوا وجوهكم، تصدمكم بشاعة التجار، ويعلنونها بكل بجاحة تخزق العيون، وبصفاقة، ويتمنطقون بالعرض والطلب، ويعرضون.

ومن خلفهم كارتلات احتكارية نافذة، تترجم الأزمات إلى مليارات، عصابات تتحكم في قوت المصريين، ومعروفون بالاسم، وكل سلعة عليها محتكرون لئام.

بحق وإحقاقا للحق، لولا نفرة القوات المسلحة بمخزونها الاستراتيجى عبر منافذها وسيارتها المتنقلة، وجهود وزارة الداخلية في ضبط الأسواق، وتزويد الأحياء والمدن والقرى بسلاسل الإمداد لكانت الأسواق لا تطاق.

وهذا رد بليغ على طويلى اللسان من ينبّطون على حضور القوات المسلحة اقتصاديا، معلوم لن تترك القيادة السياسية الأسواق رهينة لكارتلات الاحتكار، وتدخلت لعدل ميزان السوق المختل، الأسواق العشوائية لا يصح فيها العرض والطلب، هذه وليمة للذئاب.

مجددا «دود المش منه فيه»، وحريق الأسعار المشتعل حتى ساعته على وسائل التواصل الاجتماعى لا يعبر عن الناس الطيبة بقدر ما يعبر عن دود المش، الأسعار فيسبوكيا لا تهدأ أبدا، نار موقدة، الأسعار هديت في الأسواق على ارتفاع مؤقت، قبل التدخل الرئاسى الحاسم، ولكنها مولعة على الفيس.

تشيير غريب لأسعار خيالية، وحديث مخاتل عن ياميش رمضان، وإشى تركى وإشى سورى، وبلح من بلاد تركب الأفيال، رغم أن بلح سيوة حاضر في الأسواق، وقمر الدين والزبيب المحلى أسعاره معقولة، ولكنهم يفضلونه تركيا على سورى، وهات يا تشيير وكأننا هنموت أو لن يصح الصيام دون ياميش. ليرحمنا المفسفسون في هذه الأيام المباركة، ويترفقوا بالناس، الناس تبحث عن الغموس، وليس عن الياميش، عن هدمة تسترها وليس عن «الأى فون»، تركب التوك توك ولا علاقة لها بأسعار السيارات، تأكل سمك الجمعية لم تألف طعم سمك الهامور. الرحمة بالغلابة، الأعصاب في شياط، وكفى تعذيبا للناس، الناس اللى فيها مكفيها، مش ناقصة بيض أورجانيك!!.

خاطبوا الناس على قدر عقولهم، عيب الاستخفاف بمشاعر الناس الطيبة، لا تحزنوهم على حالهم، قدرنا أن نتلظى بنيران الحرب الأوكرانية بعد الجائحة الفيروسية، والكلام الموزون شدة اقتصادية وتزول، ولكن الولولة والعويل والنحيب، بضاعة التجار الفجار.

الطيبون يحمدون ربهم في السراء والضراء وحين البأس، وشعبنا طيب وكريم وقانع وحامد ربه، لا تمرروا عيشة الناس بحديث البسطرمة، صوموا عن الهرى في رمضان، الهرى يقينا من المفطرات!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دود المش منه فيه دود المش منه فيه



GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

GMT 22:47 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حرب القرن

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة
  مصر اليوم - بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 12:41 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

لبلبة تكشف عن الشخصية الوحيدة التي تشبهها في أفلامها
  مصر اليوم - لبلبة تكشف عن الشخصية الوحيدة التي تشبهها في أفلامها

GMT 02:13 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

دافيد دي خيا يغير موقفه من التوقيع إلى نادي ريال مدريد

GMT 23:13 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

بورصة الكويت تغلق تعاملاتها على ارتفاع

GMT 07:00 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

تعرف على موعد عرض مسلسل 'هوجان' لمحمد إمام

GMT 05:54 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

تعرفي على طريقة إعداد وتحضير ساندويتش التركى

GMT 00:13 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

حسام حبيب يعلن تراجع شيرين عن اعتزال السوشيال ميديا

GMT 02:27 2020 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

أحمد شوبير يستفز أندية الدوري برسالة مثيرة بسبب الأهلي

GMT 20:15 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مارتن سكورسيزي على أعتاب رقم قياسي بحفل "غولدن غلوب" 2020

GMT 03:36 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

نوسيلة إسماعيل تنفعل على أحمد موسى بسبب واقعة "إطلاق النار"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon