توقيت القاهرة المحلي 16:01:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دود المش منه فيه!!

  مصر اليوم -

دود المش منه فيه

بقلم - حمدي رزق

لم أجد توصيفا لما يجرى في الأسواق من قبيل التجار، سوى المثل الشعبى الغارق في طين الحارة الشعبية، «دود المش منه فيه»، المستغلون والمحتكرون وسارقو قوت الغلابة، منه فيه، البقال الجشع، والجزار المستغل، والخباز اللص، جميعا منه فيه، ليسوا بغرباء، بين ظهرانينا، يطعنوننا في ظهورنا، يستحلون عرقنا، ويستحيون معاشاتنا، ويفسدون في الأرض.

القول الصحيح البليغ، خلافا للمثل الشهير أعلاه، هم ألد الأعداء، وجاء في الأثر الشعبى «يا واخد قوتى يا ناوى على موتى»، وهم يخطفون اللقمة من فم اليتيم.هؤلاء جبلوا على الكسب الحرام، وتقول «بم» ضجرا وتأففا يقولك على قلبه و«ذم»، طلع روحه. الدود يشغى في المش الأجاج، مالحة طعم هذه الأيام، أينما تولوا وجوهكم، تصدمكم بشاعة التجار، ويعلنونها بكل بجاحة تخزق العيون، وبصفاقة، ويتمنطقون بالعرض والطلب، ويعرضون.

ومن خلفهم كارتلات احتكارية نافذة، تترجم الأزمات إلى مليارات، عصابات تتحكم في قوت المصريين، ومعروفون بالاسم، وكل سلعة عليها محتكرون لئام.

بحق وإحقاقا للحق، لولا نفرة القوات المسلحة بمخزونها الاستراتيجى عبر منافذها وسيارتها المتنقلة، وجهود وزارة الداخلية في ضبط الأسواق، وتزويد الأحياء والمدن والقرى بسلاسل الإمداد لكانت الأسواق لا تطاق.

وهذا رد بليغ على طويلى اللسان من ينبّطون على حضور القوات المسلحة اقتصاديا، معلوم لن تترك القيادة السياسية الأسواق رهينة لكارتلات الاحتكار، وتدخلت لعدل ميزان السوق المختل، الأسواق العشوائية لا يصح فيها العرض والطلب، هذه وليمة للذئاب.

مجددا «دود المش منه فيه»، وحريق الأسعار المشتعل حتى ساعته على وسائل التواصل الاجتماعى لا يعبر عن الناس الطيبة بقدر ما يعبر عن دود المش، الأسعار فيسبوكيا لا تهدأ أبدا، نار موقدة، الأسعار هديت في الأسواق على ارتفاع مؤقت، قبل التدخل الرئاسى الحاسم، ولكنها مولعة على الفيس.

تشيير غريب لأسعار خيالية، وحديث مخاتل عن ياميش رمضان، وإشى تركى وإشى سورى، وبلح من بلاد تركب الأفيال، رغم أن بلح سيوة حاضر في الأسواق، وقمر الدين والزبيب المحلى أسعاره معقولة، ولكنهم يفضلونه تركيا على سورى، وهات يا تشيير وكأننا هنموت أو لن يصح الصيام دون ياميش. ليرحمنا المفسفسون في هذه الأيام المباركة، ويترفقوا بالناس، الناس تبحث عن الغموس، وليس عن الياميش، عن هدمة تسترها وليس عن «الأى فون»، تركب التوك توك ولا علاقة لها بأسعار السيارات، تأكل سمك الجمعية لم تألف طعم سمك الهامور. الرحمة بالغلابة، الأعصاب في شياط، وكفى تعذيبا للناس، الناس اللى فيها مكفيها، مش ناقصة بيض أورجانيك!!.

خاطبوا الناس على قدر عقولهم، عيب الاستخفاف بمشاعر الناس الطيبة، لا تحزنوهم على حالهم، قدرنا أن نتلظى بنيران الحرب الأوكرانية بعد الجائحة الفيروسية، والكلام الموزون شدة اقتصادية وتزول، ولكن الولولة والعويل والنحيب، بضاعة التجار الفجار.

الطيبون يحمدون ربهم في السراء والضراء وحين البأس، وشعبنا طيب وكريم وقانع وحامد ربه، لا تمرروا عيشة الناس بحديث البسطرمة، صوموا عن الهرى في رمضان، الهرى يقينا من المفطرات!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دود المش منه فيه دود المش منه فيه



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon