بقلم - حمدي رزق
حمدت الله كثيرا على انسحاب الزمالك من مباراة القمة، إحساس داخلى بـ«ملعوب» مخبوء فى خبايا هذه القمة، وراء الأكمة ما وراءها، تم إبطال العبوة المتفجرة قبل انفجارها فى وجوهنا جميعا، بأقل الخسائر.. خصم نقاط المباراة من الزمالك.. وإياك يعملها تاني!!
سبق وحذرت من أن الفتنة الكروية نائمة، لعن الله من أيقظها.. ومباراة القمة كانت رأس الفتنة، صحيح مباراة تحصيل حاصل فى سباق التنافس على الدورى، الزمالك أصلا خارج المنافسة، والأهلى يطارد القمة بثلاث نقاط مضافة إلى رصيده قد تنفعه فى سباق القمة مع المتربع فريق بيراميدز، وبينهما مباراتا حسم لاحقا..
لكن الشحن الجماهيرى الزائد، فى طقس خانق، يولد الانفجار فى المدرجات.
لماذا ارتحت لانسحاب الزمالك، لأنها قمة فى أجواء فتنة، جمهور أبيض متحفز، مع إحساس مقلق بالمظلومية، مع تسخين من قبل نجوم الاستوديوهات التحليلية (من داخل وخارج الحدود)، وصفحات ممسوسة تحض على الفتنة، ورؤوس الفتنة ظهرت تتراقص مجددا، كل الظروف المحيطة كانت تشى بخطورة ماثلة، حسنا توقى الفتنة بأقل الخسائر.
قرار مجلس «حسين لبيب»، وإن جاء متأخرا، كان صائبا، ما بنى على باطل هو باطل، والانسحاب على علاته، وربما ضعف حيثياته، جرس إنذار، استمرارية مسابقة الدورى على هذه (الوضعية التلفيقية) عبث كروى ترعاه (رابطة مربوطة) كل همها الرعاة وحقوق البث وعوائد المباريات، لذا تجتهد فى تلفيق جدول خال من المنافسة العادلة، ويظلم فرقا كثيرة، ويضيع صناعة كروية ذات تاريخ، للأسف تلفظ أنفاسها..
هل هناك مبرر لاستمرار «دورى نايل»، هل بالفعل عوائده المادية على الأندية، وعوائده التنافسية على المنتخبات تستحق، اسألوا مدير المنتخب الوطنى كابتن «حسام حسن»، كم لاعبا فنيا تألق فى الدورى يستحق ارتداء فانلة المنتخب، دورى بطول الشتاء والصيف ونحن فى عرض «باك شمال»، تخيل كل هذا الهرى الكروى ولا منتج حقيقى لدورى لا يسمن ولا يغنى المنتخب من نقص فادح فى عناصره الأساسية.
دورى فقير جماهيريا، بلا جمهور، ورعاة بالكاد يدفعون، وأندية تترجي، تتسول، رعايات لفرقها، دورى فقير المنافسة، دورى خارج التصنيفات الدولية، لماذا نضيع وقتنا فى دورى لا يستحق المشاهدة فى ظل تخفيف الأحمال؟.!
تخيل مباريات تقام فى ذروة حر يونيو ويوليو وأغسطس، دورى تحت خط الاستواء، ليس هكذا تلعب الكرة، مواسم متواصلة متصلة متلاحقة لا تترك مساحة للتنفس.. الكرة المصرية تختنق!
انتظام المسابقة واكتمالها ليس هو الهدف، الكرة ضلت طريقها نحو الهدف، ما هو هدف الدورى، لا هدف، حتى الأهداف المحققة بالتيلة، وماذا يحدث لو تم إلغاء الدورى، وإهداء الدرع للمتصدر وكفى «الكروتجية» شر القتال على ضربة جزاء جاوزت الكرة خط المرمى؟!
هذا ليست كرة كما تعرف فى الدوريات العالمية، خلاصته الرابطة فشلت فى تنظيم دورى يليق بسمعته الكرة المصرية، وعليهم الرحيل، يحلوا عن سماء الكرة المصرية، ونبدأ على نظافة، بمجموعة احترافية تنظم دورى المحترفين، ولا ينقصنا مثل هذه الكفاءات التنظيمية، فقط تمكينها دون تدخلات وزارية تحرف الكرة عن مسارها نحو المرمى.