بقلم: حمدي رزق
«وقام المركز الإعلامى لمجلس الوزراء بالتواصل مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، والتى أكدت أنه لا صحة لتراجع المساحة المنزرعة من القمح خلال العام الحالى ٢٠٢١، مُوضحةً أنه تم زيادة المساحات المنزرعة من محصول القمح إلى ٣.٤١٨ مليون فدان خلال الموسم الحالى، مقارنة بـ ٣.٤٠٢ مليون فدان خلال الموسم الماضى ٢٠٢٠، وذلك بزيادة قدرها ١٦ ألف فدان، بهدف تقليل الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك من هذا المحصول الاستراتيجى».
حتى مساحة القمح المنزرعة دخلت على خط إنتاج الشائعات، هذا ليس من شغل الهواة المفسفسين على حوائط «الفيس»، ولا تغوط المغردين تحت شجر «تويتر»، هذا شغل تقيل قوى، شغل احترافى، استهداف ممنهج لكل أوجه الحياة فى مصر، شغل أجهزة مخابرات عتيدة، حتى تعداد فدادين القمح المنزرعة لم يفلت من بين أسنانهم الصفراء.
مساحات القمح ليست من بين اهتمامات الجمهور العادى المنشغل بقانون الشهر العقارى عما دونه من اهتمامات، الدخول على مساحات القمح بأكاذيب فى طياتها شغل قذر، شغل مخابرات معادية تتربص بالاقتصاد المصرى الدوائرَ، مثل هذه الشائعة تستهدف زعزعة خطط الحكومة الطموح لتقليص الفجوة الغذائية، وترشيد استيراد القمح.
ما إن بدأت ثمار الخطة تنور فى الحقول، سرعان ما يتم إجهاضها بالشائعات، أطلقوها كقنبلة دخان أسود تعمى الْأَبْصَار، وخلى الحكومة تنفى، وكما يقولون نفى النفى إثبات، واثبتى يا حكومة إن المساحات المنزرعة قمحا تتسع رقعتها وتزيد غلتها!؟
ما من خطة حكومية تتجسد إلا وتعقبتها الطيور الجوارح بالشائعات، سلاح سرى مخيف، سلاح إجهاضى خطير، يقلب الحقائق، ويثير الفتن، ويعمد إلى الإحباط والتحبيط والتثبيط، سلاح يفتك بالرأى العام، ويورثه إحباطًا، والمحبطون بفعل الشائعات كثر.
دور الخلايا النائمة فى حقول القمح جد خطير، يشيرون ويمشون بين الفلاحين بنميم، والزن على الودان أمرّ من السحر، وسحرة اليومين دول أشرار فجار، تلاقى الواحد منهم لسه متوضى ومصلى صلاة العشاء حاضر، ومحولق ومبسمل، ويملأ خيشومه بالكذب الإخوانى، ويقسم بأغلظ الأيمانات، باعتباره مهندسًا زراعيًا، وهو لا يفقه الفرق بين (قمح جيزة، وقمح جميزة.. وبينهما قمح سخا)، لكنه يفتى، وافتى يا مفتى هو الكلام عليه جمرك، ومن فيس لتويتر، يا قلبى لا تحزن، وكذّبى يا حكومة، وصرح يا وزير الزراعة، إحنا هنزرع ونقلع ولا هنقضيها كلام؟!.
الشائعات مالية البلد، وهذا جد خطير، ويستوجب بحث أسباب شيوع الشائعات، وعدم اليقين، وانخفاض منسوب مصداقية الحكومة، الناس شايفة حجم الإنجاز وبتكدب عينيها، معلوم الشكاية طبع، كما الأذية طبع، والطبع غلاب.
تحريك الجموع نحو فكرة إعمار البلاد بعد خرابها اقتصاديًا يحتاج لآلة إعلامية جد مختلفة، آلة تسويقية محترفة، فلنكف عن شغل الهواة، عندما يكون عدوك بهذه الاحترافية ليبغبغ على مساحات القمح قبل الإنبات، عليك بالحذر، ومن الحذر الاحترافية فى توفير المعلومات، لم تُعرف الزيادة فى مساحات الأرض المنزرعة بالقمح إلا بعد ذيوع الشائعة، بالذمة ده اسمه كلام، يستوجب توافر المعلومات قبلًا لتحصين الشارع من خطر الشائعات المسمومة التى يشيّرها إخوان الشيطان.