بقلم - حمدي رزق
غرد البرتغالى «كارلوس كيروش»، المدير الفنى للمنتخب الوطنى المصرى، على «تويتر»، مخاطبا رجال المنتخب الوطنى قبل موقعة السنغال الفاصلة يوم غد (الجمعة): «علينا أن نحقق الإنجاز فى الوقت المناسب، بروعة وبشجاعة، وجعل كل الأمور ممكنة.. نعتمد عليكم ونثق بكم، حظا جيدا يا رفاق».
ما يشبه الوعد، وعد كيروش، وعد الحر دين عليه، والمدير الفنى البرتغالى للمنتخب الوطنى وعد بالإنجاز، وبروعة وبشجاعة، هكذا تكون الروح الانتصارية، يقول: «لا مجال للأسف أو الانتظار للغد، مع الشجاعة وعمل الفريق الذكى والفخر، يمكننا الطيران، ولا شىء سيكون مستحيلا».
أحسنت يا رفيق، لا أعرف من أين استقى كيروش حديث الرفاق، يبدو أن مترجمه معجمه روسى، لا ضير مطلقا، المهم الروح القتالية، يا رفاق اليوم يومكم، تدهسون العشب الأخضر من تحت أرجلكم، وتسجلون أحلامكم أهدافا فى مرمى «أسود التيرانجا».
لماذا نمسك بالوعد ونعض عليه بالنواجز، ونقف خلفكم، وفى ظهوركم، لأننا عطشى لفرحة كبيرة فى هذه الأجواء القاتمة، غابت عنا الفرحة طويلا، وإذا تحققت ستكون أجمل فرحة.
السعد وعد يا عين، وبالسوابق القريبة تعرفون، إنجازكم فى كأس الأمم الإفريقية، والصمود أمام أعتى المنتخبات، وإقصاؤها واحدا تلو الآخر، ولولا الإخفاق الأخير فى ضربات الحظ الترجيحية لكنا أسياد القارة السمراء كرويا، ولكان صلاح «أبومكة» يحمل كأسه الذى بكى مريرا بعد ضياعها.
نعم كسبت السنغال جولة وخلفت حزنا وقلقا من قوة «الأسود» واحترافيتها، لكن هناك جولة تتجدد (الجمعة) وملحقها (الثلاثاء) فى العاصمة السنغالية «داكار» والفوز يبدأ من استاد القاهرة، استاد الرعب الجماهيرى، ستون ألفا ويزيد فى الملعب، والملايين فى البيوت، والكبير «محمد صلاح» يحمل شارة القيادة، وفى الملعب رجال سمر شداد.
الوعد دين فى رقبة كيروش وصلاح ورفاقه، لا نملك رفاهية الخسارة، الجماهير متعطشة لفوز وقبله أداء هجومى مقنع ممتع، فات وقت التمثيل المشرف، والتجارب، واكتشاف الوجوه، واكتساب الخبرات، اللحظة الانتصارية حانت، وروح الفانلة الحمراء، فانلة بألوان علم مصر تشعل الغيرة والحماسة، والرغبة العارمة فى الفوز.
يقينا لا ينقصنا مثل هذه الروح الانتصارية التى صنعت تاريخ الكرة المصرية فى الأدغال الإفريقية، وهذه من أخطر مسؤوليات المدير الفنى، وكابتن الفريق صلاح، عليهما فى الساعات الأخيرة أن يشعلا الروح، وينتفضا من أجل الفانلة، كيروش، حسب قوله، يرتدى فانلة مصر، وهذا حسن، تبقى أن يفقه اللاعبون معنى ارتداء الزى الوطنى، ورسالة علم مصر فى المدرجات، والحماسة فى الذود عن ألوان العلم.
لا تنقصهم مهارات، أحرف لاعبى القارة السمراء، وبينهم فصيلة من المحترفين، ويقودهم كابتن عالمى بكل المقاييس، ويوجههم مدير فنى يكلفنا كثيرا، ماذا ينقصكم والدولة كلها وراءكم والوزير يبلغكم مؤازرة الرئيس، وجمهور الثالثة يهز جبالا، والعالم ينظر إليكم.
وأختم بمقطع من تغريدة كيروش الملهمة عبر تويتر: «يا رفاق.. بدأ العد التنازلى. الانطلاق الأخير ووقت الإنجاز. لقد سرنا طريقا طويلا وصعبا للوصول لتلك الفرصة المستحقة».