توقيت القاهرة المحلي 19:05:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تجديد الخطاب الحكومي

  مصر اليوم -

تجديد الخطاب الحكومي

بقلم - حمدي رزق

مَن ولد فى شهر إبريل فقد امتلك نصف حظ الدنيا، ومواليد إبريل يميلون دائمًا إلى الصدق. مفارقة شهر إبريل أكذب شهور السنة، واشتهر بكذبته الشهيرة «كذبة إبريل»!!.

ليست كذبة على الإطلاق، عدد أيام الإجازات فى شهر إبريل 13 يومًا، تشمل عيد تحرير سيناء، فضلًا عن العطلات الأسبوعية الاعتيادية «الجمعة والسبت»، والله يكرمه، رئيس الوزراء، المهندس مدبولى، بكرم حاتمى قرر الفترة من الثلاثاء 9 من إبريل حتى الأحد 14 منه إجازة رسمية، مدفوعة الأجر بمناسبة عيد الفطر.

تحس أن إبريل شهر الإجازات، ودعاء الموظفين فى غسق الليل، اجعل شهور السنة فى دفء إبريل وعطلاته، تقريبًا تتوقف الحياة فى مصر فى إبريل، 13 يوم إجازة يزيدها البعض يومًا، نصف شهر إجازة، رقم قياسى يسجله إبريل هذا العام، يا رب كتر أجازاتنا وعلى قد نيتنا ادينا.

حاصل جمع الإجازات هذا العام 2024 يتجاوز المائة يوم، ثلث السنة تقريبًا إجازات، رقم يجاوز الخيال، رقم لا يتسق مع الحال والأحوال، رقم يصعب معه تحقيق إنجاز يقرب إلى الإعجاز.

مائة يوم إجازة، ونحن فى أمَسّ الحاجة لكل يوم عمل، ولكل ذرة عرق، وفى سباق مع الزمان ننفق وقتًا نحسب فيه الإجازات، ونخطط لها قعودًا، ونمضى أيام العمل ثقيلة انتظارًا للإجازة.

إذا لم تكن هناك إجازة رسمية، لا تقلق، قانون العمل كريم، فيه فسحة للقاعدين على قلبها، تشكيلة إجازات، عارضة ومرضية وفى مجمع الإجازات السنوية ما يكفى ويزيد.

فى مجتمع يترجى الله فى يوم عمل، لا تعجب أن الهيئات والمؤسسات تجبر موظفيها على استنفاد رصيدهم من الإجازات سنويًّا حتى لا تدفع لهم البدلات، والموظف المجد المجتهد لا يملك سوى الرضوخ للمشيئة المؤسسية، ويخرج إلى إجازة تحت إلحاح «عبدالروتين»، وإلا ضاعت عليه الإجازة أو مقابلها.. ينسحب عليه قول بليغ «تعبٌ كُلّها الحياةُ فما أعجبُ إلا من راغبٍ فى ازدياد..».

مجتمع ينشد «حياة كريمة» وهو يتمطى متثائبًا فى سريره، مجتمع فى إجازة، المجتمعات النامية أو التى تنشد تنمية تصل الليل بالنهار فى عمل شاق، المجتمعات الطامحة الطموح تستمتع بالعمل والإنتاج، وتغبطها أرقام الناتج القومى، ونسب النمو، ونحن اتوقف نمونا بدرى من القعود المفرط!!.

حتى الحكومة تتبع سياسة تحريك الإجازات من وسط الأسبوع وتجميعها فى نهايته، تهيئ الأجواء لإجازات طويلة مجمعة، جملة وقطاعى، حتى يريح الشقيانين جنوبهم، كتّر خير الحكومة، لا تنام إلا بعد أن ينام موظفوها ملء الجفون.

أخبار الإجازات من الأخبار الشهية، تفتح النفس، تحقق معدلات من القراءات تتجاوز أخبار العلاوات، هل هناك علاقة بين الإجازات والعلاوات، علاقة عكسية، ولكننا نبدع فى افتكاس المعادلات.

حتى نفهم بعض جيدًا، الإجازات لا هى عيب ولا حرام، ولكن بالعقل، بالمعقول، مستوجب تجديد الخطاب الحكومى، أظنه مصطلحًا جديدًا. الخطاب الروتينى الذى يخاطب موظفيه بروزنامة إجازات سنوية، ويقدس أجندة الأعياد الوطنية والدينية لا يقبل بها مساسًا، يقينًا خطاب يفتقد إلى روح العمل، تنقصه المحفزات الإنتاجية، ويُسيِّد الإجازات توفيرًا للنفقات، يخفف الأحمال ترشيدًا، مثل هذا الخطاب يعود علينا بالخسارة المحققة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجديد الخطاب الحكومي تجديد الخطاب الحكومي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon