توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

موافقة جاهلة (مستنيرة)!!

  مصر اليوم -

موافقة جاهلة مستنيرة

بقلم - حمدي رزق

الدكتور «مصطفى المحمدى»، مدير التطعيمات فى المصل واللقاح (فاكسيرا)، يخلى مسؤولية وزارة الصحة عن الآثار الجانبية المحتملة للقاح شركة «أسترازينيكا».

نصًا يقول: «اللقاحات فى مصر (وخاصة أسترازينيكا) تم منحها تحت بند (الموافقة الطارئة)، بمعنى أن أى شخص تلقى اللقاح حصل عليه على (مسؤوليته الخاصة)، ووقع على استمارة (موافقة مستنيرة)».

بالله عليك، كيف تكون مستنيرة، والعالم بأسره كان يجهل الأعراض الجانبية التى اكتشفتها الشركة نفسها أخيرًا؟!

هل كانت وزارة الصحة مثلًا تعلم، والشركة آخر من يعلم، أم التوصيف الدقيق هو (موافقة جاهلة)، موافقة بيروقراطية تحسبًا للمآلات مستقبلًا!!

«المحمدى» وهو يُخلى مسؤوليته يُخلى مسؤولية الشركة أيضًا، من مغبة الآثار الجانبية (إذا حدثت لا قدر الله)، ويلقى تبعة اللقاح على عاتق مواطن بسيط لا يستطيع التفرقة بين اللقاحات، من ذا الذى يعرف الفرق بين لقاحات موديرنا، نوفا فاكس، وبيوإنتيك.. إن اللقاحات تشابهت علينا.

الشركة متعددة الجنسيات AstraZeneca من مقرها الرئيسى فى كامبريدج (إنجلترا)، اعترفت لأول مرة بأن لقاحها يمكن أن يسبب آثارًا جانبية (نادرة)، وفى (وثيقة قانونية) قدمتها إلى المحكمة العليا (فبراير الماضى)، قالت إن لقاحها المضاد لفيروس «كورونا» يمكن، فى حالات نادرة جدًا، أن يتسبب فى إصابة الأشخاص بجلطات دموية وانخفاض عدد الصفائح الدموية.

الشركة ذات نفسها تعترف على نفسها، لماذا يتطوع «المحمدى» بتبرئتها ويخلى ساحتها، ما يترجم تحصين موقف الشركة القانونى فى مصر بصك «الموافقة المستنيرة»؟

كنت أتصور أن تنفر وزارة الصحة من فورها لمراجعة بيان الشركة، ودرس الآثار الجانبية (ولو كانت نادرة)، وتثبت حق المصريين فى (تعويضات مستقبلية) فى حال حدوث ما يُخشى منه لاحقًا.

التعلل بالموافقة المستنيرة جناية بيروقراطية كريهة، والشركة، «أسترازينيكا»، ستمسك فى تصريح »المحمدىط، تخارجًا من مسؤوليتها الأخلاقية والطبية!

الكرم «المحمدى» زائد عن الحد المسموح به عالميًا، لم تجد شركة «أسترازينيكا» مثل «المحمدى» متعاطفًا فى العالم، يستحق لقب «المسؤول البيروقراطى النموذجى»، ستفكر الشركة جديًا فى الاستعانة بخدمات «المحمدى» مستقبلًا!!

يا محمدى، «إن كنت لا تدرى فتلك مصيبة، وإن كنت تدرى فالمصيبة أعظم»، فى الأشهر التى تلت طرح اللقاح حدد العلماء الآثار الجانبية الخطيرة المحتملة له، وأوصوا بإعطاء لقاح بديل لمن هم دون الأربعينيات، لأن خطر لقاح «أسترازينيكا» يفوق الضرر الذى يشكله فيروس «كورونا».

أو تدرى، فى بريطانيا والدول الحريصة على صحة مواطنيها سمحت للمتعاطين برفع دعاوى قضائية (51 دعوى حتى الآن) ضد أسترازينيكا، أكثر من هذا، علقت (كندا) استخدامه لمن هم دون سنّ (55 عامًا)، وسبقتهما (فرنسا) والسويد وفنلندا لمن هم دون سن (65 عامًا)!!

أو تدرى، الضحايا وأقاربهم فى بريطانيا يطلبون تعويضات تقدر قيمتها بما يصل إلى (100 مليون جنيه إسترلينى)، ولكن هنا فى مصر، يتطوع «المحمدى» بإخلاء طرف شركة «أسترازينيكا» من المسؤولية التى اعترفت بها، ويُمكّنها من الإفلات من دعاوى قضائية مماثلة مصريًا، يقطع الطريق بحجة «الموافقة المستنيرة».

بمناسبة الموافقة المستنيرة، هل كان «المحمدى» شخصيًا يتحسب لمثل هذه الآثار الجانبية، فلم يتعاطَ لقاح «أسترازينيكا»، ولجأ (البيروقراطى الدهقين) للموافقات المستنيرة حتى يخلى ساحته والوزارة من الآثار الجانبية؟

وطالما لجأ للموافقة المستنيرة، وترجمتها خشية من آثار محتملة، لماذا لم يحذر العامة فى الطرقات من مغبة لقاح شركة «أسترازينيكا»، ولماذا لم يوصِ بوقف تعاطيه حذر الآثار الجانبية (المحتملة)؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موافقة جاهلة مستنيرة موافقة جاهلة مستنيرة



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon