توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فتاوى عيد الميلاد!

  مصر اليوم -

فتاوى عيد الميلاد

بقلم - حمدي رزق

يستنكف الدكتور «شوقى علام»، مفتى الجمهورية، أسئلة مكرورة تطرح فى المناسبات، يسميها فضيلته «الفتاوى الموسمية»، وهناك ثبت فى دار الإفتاء بهذه الفتاوى التى تلح عليها منصات إلكترونية تقتات على مثل هذه الأسئلة المفخخة.

ومنها: هل يجوز تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد المجيد، ويتفرع منها أسئلة مضروبة فى الخلاط السلفى، هل اقتناء شجرة الميلاد حلال، وهكذا دواليك، سؤال ينتهى بسؤال، وسؤال توليد من سؤال، والمفتى فى كل مرة يجيب، لقد ضجر الدكتور علام من الأسئلة المكرورة.

لسان حال المفتى، لَا تُلْحِفُوا فِى الْمَسْأَلَةِ الْمَسِيحِيَّة، والإلحاف بمعنى التَّكرار والإلحاح، وألحف يعنى أَلَحَّ، ومنها اللَّحُوحُ بمعنى الكثيرُ السؤال المديمُه.. لا تكُن لحُوحًا!.

إزاء إلحاح مرضى، لا يمر عيد إلا وسؤال تهنئة المسيحيين حاضرا، مفروض تجاوزنا هذه المرحلة السلفية التى حكم فيها العقل المتسلف المدينة، غادرنا محطة السلفية التمييزية العنصرية إلى محطة المواطنة الكاملة، أو هكذا أعتقد.

الآثار الجانبية للجائحة السلفية لاتزال معدية، والمخلفات السفلية مترسبة فى قاع النهر، والدليل سؤال مكرور، وإجابته متكررة، والعجيب لا السائِل يكف عن السؤال ولا الشيخ يكف عن الإجابة، أَعمى يَقودُ بَصيراً لا أَبا لَكُمُ.

سؤال المسيحيين بات من طقوس العيد، لازم إدخال المسيحى فى جملة مفيدة، واستدعاء الجار المسيحى لإثبات سماحة، لافت فى غالب الأسئلة المنشورة تسييد نظرية «اليد العليا»، باعتبار المسلم يهنئ، ويهدى ويتصدق، والمسيحى متلقى الهبات والنفحات والصدقات.. ومنتظر التهنئة من جاره على بسطة السلم!!.

ما تحمله الأسئلة من استجداء المواطنة، للأسف تعبير عن حالة مرضية تلبست البعض ممن يتبضعون العطف على المسيحيين، وكأن المسيحى ينتظر تحية الصباح من المسلم، والمسلم ينتظر بدوره فتوى من شيخه، وطفل المسلم ينتظر الإذن من والده ليلعب مع صديقه المسيحى، والوالد المسلم ينتظر الإذن من إمامه وهكذا دواليك ندور فى حلقة مفرغة.

وتهنئة المسيحيين مستحبة، وكأن المسيحيين سيؤجلون قداس عيد الميلاد لحين يتحنن عليهم سابع جارٍ مسلم ويعيد عليهم، وطبعا الجار المسلم ينتظر فتوى بجواز تهنئة النصارى!!

متلازمة فتاوى الأعياد والمواسم الدينية باتت مرضية، مع قدوم الأعياد تقام على المنصات السلفية مزادات لجمع الحسنات هل تجوز العيدية للزوجة المسيحية من زوجها المسلم، هل يعيد عليها الزوج المسلم فى عيد الميلاد، هل يصحبها إلى القداس؟.. ويرد مولانا، لا مُشَاحَّةَ فِيمَا تقَدَّمَهُ، وَلاَ مُمَاحَكَةَ فِيهِ، إِنَّهَا وَاضِحَةٌ بَيِّنَةٌ، مُسْتَحَبٌّ والله أعلم.

فى الحالة المجتمعية المصرية ينظرون إلى المسيحى، باعتباره «مفعولا به»، قطب سالب ينتظر العطف والحنية والصدقة والهدية، وكأن المسيحى ربنا سخره للمسلمين ليجمعوا عليه حسنات فى الحياة الدنيا، صدقنى لو عاوز تدخل الجنة صاحب واحد مسيحى، فى كل لفتة حسنة، صبحت عليه، مسيت عليه، عيدت عليه، والحسنة بعشرة أمثالها، تخيل المسيحى للمسلم فى الحياة الدنيا كنز حسنات، بس السلفيين مش فاهمين..أو فاهمين غلط؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فتاوى عيد الميلاد فتاوى عيد الميلاد



GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 14:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 14:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon